على صعيد عرفات اليوم تتجلى وحدة إيمانية عامرة حيث يقف المسلمون في يوم واحد وفي مكان واحد وبزي واحد في أروع المشاهد وأعظمها وهو موقف يوحي بانطباعات كثيرة أن هذه الأمة يمكن ان تستلهم عظمة هذا اليوم في شأنها الحياتي العام، لتجسد ما يحلم به المسلمون ويتطلعون اليه من وحدة تعيد للأمة أمجادها التي عاشتها عندما كانت متمسكة بنهجها القويم وتعاليم الدين الحنيف، وهو تذكير بأن هذه الوحدة الشعورية الايمانية العظيمة يمكن أن تتحقق على أرض الواقع اذا صفت النفوس كما تصفو اليوم على صعيد عرفات الطاهر. هذا المشهد العظيم مشهد لا يقف تأثيره عند هذا الحد بل هو مشهد يباهي الله به ملائكته كما في الحديث القدسي (هؤلاء عبادي أتوني شعثاً غبراً أشهدكم اني قد غفرت لهم).. فهو يوم المغفرة والرحمة وهو يوم مشهود بتجلياته العظيمة التي يفيض بها الله سبحانه وتعالى على عباده. ويقف ضيوف الرحمن اليوم على صعيد عرفات تحفهم الرحمة والسكينة والوقار وتحيط بهم جهود جبارة متتابعة ومتلاحقة من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين حتى تكون جميع الخدمات متوفرة لهم وفي متناولهم في كافة حركاتهم وسكناتهم. ويجيء يوم عرفة اليوم بعد تصعيد كامل ضيوف الرحمن من منى وبعد خدمات كاملة ومتكاملة وجدوها أمامهم وهم يقضون يوم التريوية في منى وسيجدون هذه الخدمات في كل تحركاتهم لأداء مناسكهم لأن الهدف الأكبر الذي تسعى اليه الدولة بتوجيهات حكيمة من القيادة الرشيدة وبمتابعة دقيقة من كافة المسؤولين هو توفير الراحة لضيوف الرحمن وتحقيق أمنهم وسلامتهم حتى يعودوا بإذن الله سالمين غانمين الى ديارهم.