أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه سيتم استبدال أكثر من مائتين من رؤساء اللجان في انتخابات الرئاسة الأفغانية التي أجريت في أغسطس الماضي بعد ثبوت اتهامات واسعة بالتلاعب في نتيجتها لصالح الرئيس المنتهية ولايته حامد كرزاي، في حين دعا وزير الخارجية السابق عبدالله عبدالله إلى جولة إعادة (حرة ونزيهة وآمنة). وأضاف بان أمس الأول أن الأممالمتحدة (ستتخذ كافة الإجراءات الضرورية إدارياً وأمنياً) لضمان ألا تتكرر الخروق التي حصلت في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي أجريت في العشرين من أغسطس الماضي. وقد ألغت لجنة التحقيق في شكاوى التزوير نتائج 210 مراكز من أصل 380 مركزاً، مؤكدة أنها وجدت (أدلة واضحة ومقنعة على وقوع تزوير) وهو ما يعني انخفاض إجمالي الأصوات الممنوحة لكرزاي إلى أقل من النسبة المؤهلة للفوز وهي 50% إضافة لواحد، الأمر الذي استدعى جولة إعادة ثانية. وقال بان إن الأممالمتحدة تعلمت (درساً مؤلماً) بعد مشاهدة عمليات التزوير الواسعة في أغسطس و(لقد أدركنا أنه من الصعب على ديمقراطية فتية أن تصمد لوحدها، حتى بمساعدة دولية قوية، وتحديداً من قبل الأممالمتحدة). وأضاف (سنحاول استبدال كافة المسؤولين الذين تورطوا بعدم اتباع التوجيهات أو الذين تورطوا في إجراءات التزوير)، واعداً بانتخابات (شفافة وذات مصداقية). مؤكداً أن الأممالمتحدة ستقوم بزيارة كافة مراكز الاقتراع لضمان عدم حدوث أي شكل من أشكال التزوير. وكان بيتر غالبرايت نائب الممثل الخاص للأمين العام في أفغانستان كاي إيدي استقال من منصبه في البعثة الدولية بعد خلاف مع رئيسه إيدي متهماً الأخير بمحاولة إخفاء الحقيقة بشأن فداحة التزوير، ومتهماً اللجنة المستقلة بالانحياز إلى جانب كرزاي. من جهته وافق منافس كرزاي عبدالله عبدالله على تنظيم جولة إعادة في السابع من الشهر المقبل، وقال (نحن مستعدون كلياً للجولة الثانية)، داعياً المسؤولين الأفغانيين لتنظيم (انتخابات حرة ونزيهة وموثوقة) وفي نفس الوقت تكون أكثر أمنا لتشجيع الناخبين على التصويت. وأضاف عبدالله في مؤتمر صحفي أنه هاتف كرزاي وشكره على قبول تنظيم جولة الإعادة، وأمل أن تجرى تلك الجولة في موعدها وفي ظل (ظروف جيدة) تضمن عدم تكرار التلاعب، مشيراً إلى أن الناخبين في أجزاء من البلاد سيخاطرون بحياتهم للإدلاء بأصواتهم بسبب تهديدات حركة طالبان (وعليهم أن يكونوا واثقين أن المخاطرة تستحق المجازفة).