أكد عدد من الأكاديميين والباحثين والمختصين بالقرآن الكريم وعلومه المشاركين في ندوة :(القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة - تقنية المعلومات ) ، أهمية التنسيق والتعاون بين المؤسسات العلمية ، والمراكز البحثية ، لما فيه خدمة لكتاب الله الكريم ، والسنة النبوية المطهرة ، والتصدي لأي محاولة تستهدف التشكيك في القرآن الكريم ، أو السنة النبوية . ورأوا – في تصريحات لهم في أعقاب ختام أعمال الندوة أمس الخميس في فندق المريديان بالمدينةالمنورة – أن التنسيق بين تلك المؤسسات من شأنه أن يحقق التكامل فيما بينها ، ويوحد الجهود ، ويحشد الطاقات نحو تحقيق الهدف المنشود في خدمة كتاب الله .. مشددين على أهمية الدور الذي يمكن أن يقوم به مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة في هذا الشأن ، بالنظر إلى المنهج العلمي الذي يتبعه ، إن على مستوى المصحف الشريف ، وترجمة معانيه ، أو على مستوى تنظيم الندوات العلمية الدولية المتخصصة. ففي مستهل هذه التصريحات ، يرى الباحث بكلية اللغات والترجمة بجامعة كاسل بألمانيا الأستاذ محمود محمد حجاج رشيدي أن الجهود المبذولة من مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في خدمة القرآن الكريم وعلومه لا تخفى على أحد، وقد لا يخلو بيت أو مسجد في الشرق والغرب من مصحف المدينة الذي يطبعه المجمع، ناهيك عن إصدارات المجمع من ترجمات معاني القرآن الكريم طباعة وتحقيق التراث وأعمال الندوات العلمية المتخصصة . وأشار إلى أن تنظيم مثل هذه الندوات العلمية المتخصصة هو نوع من التنسيق بين الأكاديميين والمختصين فيما يتعلق بالقرآن الكريم وعلومه، ولا غنى اليوم عن هذا التنسيق في عالم تشعبت فيه العلوم والاختصاصات وتقاربت فيه المساحات. وهذا التنسيق أمر في غاية الأهمية لا سيما مع المؤسسات الإسلامية العتيقة العاملة في مجال القرآن الكريم وعلومه مثل جامعة الأزهر . قاعدة بيانات ويقول عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة والقانون في نيجيريا الدكتور عبدالرزاق عبدالمجيد ألارو : إن كل جهد مبارك مبذول في خدمة كتاب الله قد أثمر ولله الحمد، لكن سيثمر أكثر فأكثر بإذن الله مع شيء من التنسيق على مستوى العالم. مقترحاً إنشاء قاعدة بيانات شاملة لرصد الجهود الفردية والجماعية في خدمة القرآن الكريم وعلومه من شتى أنحاء العالم، حتى تكون هذه الجهود مكمّلة بعضها للبعض الآخر، لا أن تكون مكرّرة بلا جدوى أو محصورة في إطار ضيّق. ونوه في هذا الصدد إلى أن المملكة العربية السعودية بما لها من المكانة الدينية والعلمية والسياسية والاقتصادية هي الأجدر بأن تناط بها هذه المسؤولية العظيمة، متمثّلة في هذا الصرح المبارك: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.. أما سؤالكم عما إذا كانت هناك مراكز بحثية للقرآن وعلومه أتواصل معها، فبفضل الله لدينا مجمع السُّنة للدعوة والبحوث ومقرها مدينة إلورن، في نيجيريا، حيث أتشرّف برئاسة المَجْمَع، ولنا علاقات وتواصل مع المراكز البحثية والعلمية المحلية الأخرى، التي تخدم القرآن والسنّة وعلومهما. ويرى الأستاذ المساعد بكلية الحاسب الآلي بجامعة طيبة بالمدينةالمنورة الدكتور عمر طيان ، أن التنسيق بين الباحثين في مجال أبحاث القرآن وتقنية المعلومات يعتبر مهماً جدا للتقدم في هذا المجال وللمشاركة وتبادل الخبرات والأفكار التي تساعد للتقدم ومعرفة ما هو جديد في مجال التقنية لخدمة القرآن الكريم. وأعرب الأستاذ الزائر بالجامعات المغربية الدكتور محمد عبدو عن أسفه أن التنسيق بين الأكاديميين والمختصين في خدمة القرآن وعلومه، على الرغم من أهميته ، لا سيما في هذا العصر، يكاد يكون معدوما. كما أن التواصل مع المراكز المهتمة بالقرآن يظل ضعيفا. ولولا ما يقوم به مجمع الملك فهد من حيث تنظيمه لندوات يجتمع فيها عدد كبير من الباحثين والمهتمين لتدارس مجموعة من القضايا المتعلقة بالقرآن والسنة لهجر هذا القرآن. ويرى الأمين العام المساعد لجمعية المحافظة على القرآن الكريم بالأردن الأستاذ عمر محمد الصبيحي : ان الجمعية تواصلت بشكل حثيث مع كثير من الجهات منها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف عندما شرعت بطباعة المصحف الشريف بلغة بريل للمكفوفين، الأمر الذي تطلّب استخدام كثير من البرمجيات لتحويل خط المصحف لصيغ تصلح للطباعة بلغة بريل. وتعتبر المشاركة في هذه الندوة هي الثانية في هذا المجال لجمعية المحافظة على القرآن الكريم، علماً بأن التنسيق بين الجهات العلمية العاملة في الحقل القرآني في خدمة كتاب الله ضروري ولازم. مشاريع بحثية أما الأستاذ والباحث بمؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع) بالمغرب الدكتور مصطفى فوضيل ، فيرى أن التنسيق عموما في الأمة ضعيف، رغم تقدم وسائل الاتصال، مما يؤدي إلى تكرار الأعمال وضياع الجهد والوقت والمال ، ولا شك أن القرآن الكريم هو حبل الله المتين الذي ينبغي أن يجتمع المسلمون على خدمته. ولا تخفى أهمية تنسيق الجهود في هذا المجال، وخاصة في ما يتصل بالمشاريع البحثية الضخمة، كالموسوعات والبرمجيات وطباعة نفائس التراث المتصل بالقرآن وعلومه، وتكوين الخبراء والباحثين وغير ذلك، متطلعاً لعقد اتفاقيات وشراكات مع الجهات العلمية والبحثية المتخصصة، وفي مقدمتها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. ويقول مساعد المشرف على معهد بحوث الحاسب والإلكترونيات للشؤون العلمية بالمجمع الدكتور منصور بن محمد الغامدي : إن التنسيق بين الجهات ذات العلاقة، هذه مهمة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وجهود الجهات المختلفة من جامعات وجهات طباعة ونشر وشركات ذات علاقة بتقنية المعلومات. وإقامة مثل هذه الندوات تشجع على التعاون والتعرف على الجهات المختلفة وما تقوم به من جهود في هذا المجال. ومن جانبه يعرب الأستاذ بقسم الهندسة الكهربائية بالجامعة الأردنية الدكتور محمد زكي محمد خضرعن أسفه أن غالبية العاملين في حقل خدمة القرآن الكريم والسنة النبوية والعلوم الشرعية واللغة العربية لا تنسيق يذكر بينهم. والوسائل المتاحة بينهم هي مثل هذه الندوات والمؤتمرات والحلقات الدراسية إضافة إلى مواقعهم على شبكة الانترنت . أما الأستاذ المساعد بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى الدكتور أحمد بن عبدالله الفريح فيقول : إن مشكلة التنسيق والتعاون بين مراكز الأبحاث القرآنية ومؤسساته قضية في منتهى الأهمية ، بل أرى أنه لابد من معرفة الأنشطة العلمية في تلك المؤسسات قبل الشروع في أي عمل بحثي ، ولا يقف الأمر هنا بل لابد من التواصل العلمي مع تلك المراكز البحثية وتزيدها بالأبحاث والدراسات التي نفذت ، فلابد من التنسيق المستمر ، وأن يقوم قسم العلاقات العامة والإعلام بهذا الدور المهم ، فالعلم ليس حكراً على جهة دون أخرى ، ولن تستطيع جهة بعينها تنفيذ جميع المشاريع والأبحاث والدراسات المتعلقة بالقرآن الكريم ، بل إن التنسيق سيجعل مؤسساتنا أكثر تخصصاً وتركيزاً لإنجاز برامج محددة . وفي ذات الشأن ، يرى الأستاذ المشارك في علوم القرآن والتفسير بجامعة الشارقة الدكتور عبدالله الخطيب : إن مجمع الملك فهد يقوم بتحقيق هذا التعاون بين المختصين بعقد هذه الندوات المباركة وبالتنسيق بين الأكاديميين المختصين في القرآن الكريم وعلومه، وهذا التعاون مطلوب في جميع التخصصات الإسلامية الأخرى، ومن هنا أقترح وضع آلية للتعاون بين المختصين أثناء وجودهم في هذه الندوة المباركة، وكذلك وضع قواعد بيانات ونشرها على الإنترنت للمختصين لتسهيل هذا التعاون فيما بينهم. الجهود الواجبة من جانبه يؤكد وكيل عمادة التعليم عن بعد للتعليم الإلكتروني بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عماد عبدالرحمن الصغير أن خدمة العلوم الشرعية واللغة العربية من أشرف الأعمال وأنبلها وهي عند الله بمكانة عظيمة. ويقول :إن الجهود العلمية الشرعية في خدمة كتاب الله وجهود خدمة اللغة العربية في بلادنا وكذلك في عدد من البلاد الإسلامية ولله الحمد جهود مشكورة تصب في هذا الميدان، بيد أن الجهود الواجب بذلها في مجال خدمة العلوم الشرعية واللغة العربية تقنيا حتى الآن لا تبنى على مستوى مؤسساتي . فلا يوجد مراكز بحثية متخصصة في هذا المجال، ولا يوجد تعاون بين الجهات العلمية والتجارية في تبني مشاريع ريادية على مستوى بلادنا أو العالم الإسلامي. بل ولا يوجد لدينا حتى ولا جمعيات علمية متخصصة لهذا المجال، ناهيك عن المجموعات البحثية والمتخصصة. ولا نرى إلا مشاريع صغيرة وجهوداً فردية مبعثرة من هنا وهناك ومنتجات تجارية إن سلمت من الخطأ عانت كثيرا من ضياع حقوقها وهدر أموالها ، وكلنا أمل بعد توفيق الله عزوجل بقيام هذه الندوة بحمل الراية والسعي نحو توحيد الجهود. وأن يقيض الله للعلوم الشرعية واللغة العربية عملا مؤسسيا يدعم بلا حدود ويقدم دون نظر سريع للنتائج. وما ذلك على الله بعزيز. ويقول الأستاذ المشارك بكلية هندسة وعلوم الحاسبات بجامعة طيبة الدكتور رفعت حسن محمد الزنفلي : إن تعدد المراكز والجهات العلمية لخدمة ونشر القرآن الكريم يعتبر ذات أهمية بالغة لأن ذلك سيؤدي إلى التنافس الشريف وإنتاج الأفضل ، ونحن في كلية علوم وهندسة الحاسبات بجامعة طيبة بصدد تقديم مقترح لمركز بحثي لتقنية المعلومات في خدمة القرآن الكريم. ويقول الباحث الشرعي بالشبكة الإسلامية وإمام وخطيب بوزارة الأوقاف القطرية حمدي عزت عبدالحافظ : إنه رغم الجهود المبذولة من بعض المراكز والمؤسسات العلمية والتي تقوم على خدمة القرآن الكريم إلا أنه لا يُرى تنسيق بين هذه المراكز العلمية، مع أن التنسيق مطلوب في تضافر جهود المختصين لاختصار الأوقات والجهود والبدء من حيث انتهى الآخرون، والتفرغ للإبداع المعاصر في مجالات علوم القرآن . ويقول الأستاذ المساعد بقسم اللغة العربية بجامعة الملك عبدالعزيز ، ومدير معهد الإمام الشاطبي بجدة الدكتور نوح بن يحيى الشهري: توجد مراكز بحثية في القرآن وعلومه في مختلف أنحاء العالم لكنها تظل دون المأمول وأقل مما ينبغي أن يكون عليه هذا القرآن من الخدمة الواسعة و الكثيرة . وهناك جهود اجتهادية في التنسيق لكنها لا ترقى إلى المستوى العالمي ولعل هذا المجمع وهذه الندوة هي الأقدر على رفع مستوى التنسيق والعمل على توفير البيئة المناسبة وكذلك التنسيق وتوفير الخدمات المساندة لتفعيله على مدار السنة وأقترح إنشاء موقع الكتروني لهذا الغرض يشرف عليه المجمع وتعد له ميزانية مناسبة لاستمرار تحديثه بصفة مستمرة . ويطالب أستاذ نظم المعلومات بكلية الحاسبات وتقنية المعلومات بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة : الدكتور عبدالحميد محمد رجب بأن يتم مراعاة تكاتف جهود الجهات الأكاديمية، والخيرية، وشركات تقنية المعلومات، وكذلك المجمع معا لإنتاج نظم برمجية ذات كفاءة عالية وتكون اقتصادية تصمم خصيصا لخدمة تعليم وتعلم القرآن الكريم والعلوم الشرعية. وانني على ثقة بأن هذه الندوة العلمية الحالية تسعى لتأكيد وتحقيق هذا التوجه. وأخيراً ،يؤكد الباحث المشارك بكلية الحاسب الآلي بجامعة طيبة بالمدينةالمنورة محمد علي مناصر على وجوب توحيد جميع الجهود المتعلقة بتطوير تقنية المعلومات والتعاون بين المراكز المعنية أمر من الأهمية بمكان لتوفير خدمة ناجحة وفاعلة للقرآن الكريم وعلومه والدعوة على نطاق عالمي. ولذا فإن العمل الأساس هو التنظيم وبناء شبكة عالمية من الخبراء والمؤسسات التي ستطور تقنيات معلومات لمصلحة الأمة الإسلامية.