تشارك المملكة العربية السعودية دول العالم في السادس عشر من أكتوبر من كل عام الاحتفال بيوم الأغذية العالمي الذي يصادف يوم غد الجمعة السابع والعشرون من شهر شوال لعام 1430ه تحت شعار (تحقيق الأمن الغذائي في زمن الأزمات) . وأوضح معالي وزير الزراعة الدكتور فهد بن عبدالرحمن بالغنيم أن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة تسعى من وراء شعار (تحقيق الأمن الغذائي في زمن الأزمات) توجيه الرأي العام بواسطة أجهزتها المختلفة إلى خطر الجوع والفقر والحرمان الذي تعاني منه الكثير من الشعوب النامية . بالإضافة إلى تسليط الضوء على معانات صغار المزارعين والمناطق الريفية خلال الأزمة الاقتصادية العالمية الذين تأثروا بهذه الأزمة بشده جراء الارتفاع الحاد في أسعار الأغذية والوقود في عام 2007 - 2008م والأزمة المالية التي عانى منها العالم في عام 2007 - 2009م . وأبان أن يوم الأغذية العالمي لهذا العام يشكل فرصة للتذكير بضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي إجراءات فورية لمكافحة التأثيرات السلبية الناشئة عن ضعف الاقتصاد العالمي في أشد البلدان والسكان فقرا في العالم . وقال معاليه (إن المملكة العربية السعودية وبقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني -حفظهم الله - استشعرت خطر الارتفاع المتزايد لأسعار الغذاء عام 2007 - 2008م المقرون بحرصها على المحافظة على الموارد المائية المحلية غير المتجددة ، حيث دفع ذلك الحكومة لاتخاذ عدة قرارات محاولة منها لمعالجة ارتفاع أسعار السلع الغذائية وكبح جماح التضخم ، ومن هذه القرارات بناء مخزون استراتيجي للغذاء وذلك بتوفير السلع والمواد التموينية وضبط أسعارها محليا ، ودراسة الاستثمار الزراعي والحيواني خارجيا ، حيث أطلق خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - مبادرته المعروفة للاستثمار الزراعي الخارجي عام 2008م والتي تعد من أهم القرارات في هذا المجال ، حيث فتحت مسارا جديدا لتحقيق الأمن الغذائي ، إضافة للاستثمار الزراعي المحلي ، كما أصدر مجلس الوزراء قراره القاضي بتخفيف الرسوم الجمركية المفروضة على (180) سلعة تضمنت الكثير من المواد الغذائية الأساسية والسلع الاستهلاكية وذلك لحماية المواطن من تبعات ارتفاع أسعار المواد الغذائية) . وأردف معاليه إن مساهمة المملكة في معالجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية لم تقتصر على المستوى المحلي بل ساهمت المملكة في معالجة هذه المشكلة عالميا من خلال الدعم الذي تقدمه الدولة - أيدها الله - بقيادة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - لبرنامج الغذاء العالمي والذي كان آخرها دعمه السخي - حفظه الله - للبرنامج وتبرعه له بمبلغ (500) مليون دولار أمريكي والتي على ضوئها منح برنامج الغذاء العالمي لخادم الحرمين الشريفين جائزة ( البطل العالمي لمكافحة الجوع لعام 2008م) ، حيث أكدت المملكة من خلال هذا الدعم رسالتها النبيلة تجاه شعوب العالم الفقيرة وأن تتحمل دول العالم جميعها المسؤولية المشتركة تجاه مكافحة الجوع . وأوضح الدكتور فهد بالغنيم أن المملكة عندما تحتفل باليوم العالمي ، إنما يأتي ذلك تأكيدا لأهمية الغذاء وضرورة توفيره لكل فرد سواء مواطن أو مقيم على أرضها على حد سواء ، وهو ما قامت به الحكومة الرشيدة التي وعت وأدركت ذلك منذ وقت مبكر ، مشيراً إلى أن التنمية الزراعية الشاملة التي تعيشها المملكة شهدت معدلات نمو عالية بلغت خلال الفترة من 1970 إلى 2007م (6%) وزاد معه قيمة الناتج المحلي الإجمالي لقطاع الزراعة من (1.03) مليار ريال فقط عام 1970م إلى أكثر من (40) مليار ريال عام 2008م تمثل حوالي (6%) من قيمة الناتج المحلي الإجمالي للقطاعات الغير بترولية ، وهذا دليل صادق على النهج الذي تتبعه حكومتنا الرشيدة في هذا المجال . وقال معاليه (إن جهود الدولة لم يقتصر على الصعيد الداخلي بل تعدته إلى الصعيد الخارجي حيث لم تغفل دورها الإنساني بأهمية التضامن مع الأسرة الدولية ومد يدها تجاه من يعانون من الفقر والحرمان في كثير من دول العالم ، حيث وفرت موارد مالية كبيرة لمشروعات وبرامج التنمية المتخصصة لمساعدة الدول النامية ، وبالنسبة لتوفير الغذاء ومكافحة سوء التغذية فقد درجت المملكة العربية السعودية على مساهمتها في برنامج الغذاء العالمي منذ إنشائه عام 1963م حيث بلغ إجمالي مساهمتها العينية والنقدية (453) مليون دولار أمريكي للمحتاجين في شتى بقاع العالم ). وأشار معالي وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم إلى أن المملكة في السنوات الأخيرة نهجت نهجا جديدا يتمثل في تقديم هذه المعونات على هيئة معونات عينية من التمور التي تمتاز المملكة بإنتاجها حيث تم تخصيص (4000) طن تمور سنويا توزع ضمن برنامج الغذاء العالمي ، أما على الصعيد الداخلي وفي مجال الأمن الغذائي فقد تحقق بحمد الله الاكتفاء الذاتي في العديد من السلع الغذائية ، فبينما كان إنتاج القمح في المملكة لا يتعدى (194) الف طن في أول احتفاء بيوم الأغذية العالمي عام 1981م تزايد بشكل مضطرد حتى وصل إلى حوالي (1986) الف طن في عام 2008م . كما وصل الإنتاج الزراعي والحيواني في عام 2006م إلى معدلات قياسية عالية ففي الخضار بلغت (2696) الف طن والفواكه من (497) الف طن إلى (1616) الف طن عام 2008م وفي مجال الإنتاج الحيواني تزايد إنتاج اللحوم الحمراء من ( 49 ) الف طن إلى (170) الف طن عام 2008م ولحوم الدواجن من (57) الف طن إلى (446) الف طن ، وبيض المائدة من (49) مليون بيضه إلى (3090) مليون بيضه لعام 2008م ، وتزايد إنتاج الحليب من (235) الف طن إلى ( 1690) الف طن عام 2008م ، والصيد من الأسماك وإنتاج المزارع السمكية ( 93 ) الف طن . ودعا في ختام تصريحه المولى عز وجل أن يحفظ لهذا الوطن الكريم ما من عليه من نعم وأمن ورغد العيش في ظل قيادة راعي نهضته التنموية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله جميعا ورعاهم وأدام عزهم وأيدهم بعونه وتوفيقه .