أوضح معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة أن المملكة العربية السعودية حرصت على جعل الثقافة والاستثمار في المعرفة والإنسان هدفاً استراتيجيا في خططها التنموية إدراكا منها لدور الثقافة المؤثر في بناء المجتمعات وجعلها قادرة على التفاعل مع كافة الحضارات الإنسانية والتعايش مع الآخر . وقال (إن المملكة العربية السعودية حرصت على أن تكون ثقافتها مرتكزة على مبادئ الشريعة الإسلامية السمحة). جاء ذلك في كلمة لمعالي وزيرالثقافة والإعلام ألقاها أمام المؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة في الدول الإسلامية في دورته السادسة في مدينة باكو بجمهورية اذربيجان أمس نقل في مستهلها تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي ولي العهد وسمو النائب الثاني وتمنياتهم للمؤتمر بالنجاح والتوفيق . وقال (أود أن أعبر باسم المملكة العربية السعودية عن خالص التحية والشكر والتقدير إلى شعب وحكومة جمهورية أذربيجان الشقيقة بقيادة فخامة رئيس الجمهورية الهام حيدر علييف على استضافتها لهذا المؤتمر، وتوفير كافة السبل لنجاحه بإذن الله ، كما أهنئ الشعب الأذربيجاني والمسؤولين في وزارة الثقافة والسياحة وعلى رأسهم معالي الأخ الدكتور أبو الفأس قراييف على اختيار باكو عاصمة للثقافة الإسلامية لهذا العام مع شقيقاتها القيروان التونسية وكوالالمبور الماليزية وإنجامينا التشادية) . وأضاف (لقد تابعنا باهتمام كبير الحراك الثقافي المطرد ، والجهود التي بذلت لمستقبل ثقافي مزدهر في هذه العواصم الثقافية ، مما يؤكد نجاح برنامج العواصم الثقافية الإسلامية الذي بدأ باختيار مكةالمكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2005 م ، هذا البرنامج الذي ترعاه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة التي تستحق خالص تقديرنا على ما تبذله من جهود لرعاية العمل الثقافي الإسلامي بقيادة مدير عام المنظمة معالي الأخ الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري). وأردف معاليه يقول إن المملكة العربية السعودية ، وهي ، كما تعلمون ، مهبط الوحي والتنزيل ، ومسرح الكثير من الأحداث التاريخية الإسلامية ومهد اللغة العربية والشعر العربي ، والتي احتفلت مؤخرا بيومها الوطني التاسع والسبعين ، حرصت على جعل الثقافة والاستثمار في المعرفة والإنسان ، هدفاً استراتيجياً في خططها التنموية وذلك إدراكاً منها لدور الثقافة المؤثر في بناء المجتمعات وجعلها قادرة على التفاعل مع كافة الحضارات الإنسانية والتعايش مع الآخر ، كما حرصت على أن تكون ثقافتها مرتكزة على مبادئ الشريعة الإسلامية السمحة ، وهي بعون الله ماضية في تأكيده . ومضى معالي الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة يقول (ولعلكم تابعتم انطلاق مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حول حوار أتباع الأديان والحضارات ، التي بدأت بتنظيم المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي عقد بمكةالمكرمة خلال شهر يونيو 2008 م وتوجت أعماله بإعتماد خطة عمل لمعالجة قضايا الحوار مع الآخر، حيث عقد مؤتمر مدريد لحوا ر أتباع الأديان والحضارات ، تلا ذلك مؤتمر الأممالمتحدة في نيويورك ثم مؤخرا ًمؤتمر جنيف ، وكلها تهدف إلى تقديم الصورة الصحيحة للإسلام ، مما أعطى بعدا مضافا في مجتمع العلاقات الدولية بين الشر ق والغرب). وزاد معاليه يقول (إننا جميعا نحتاج إلى تضافر الجهود للوقوف ضد المحاولات الصهيونية لتهويد القدس وطمس هويتها العربية والإسلامية على الصعيد العمراني والثقافي الذي تضاعف بشكل خاص بعد إعلان القدس عاصمة للثقافة العربية لهذا العام 2009 م والمملكة تؤكد وتؤيد جهود الايسيسكو في هذا المجال) . وأشار إلى أنه فيما يتصل بجهود المملكة العربية السعودية في تطبيق الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي فقد تم عمل الكثير في هذا الإطار عبر العديد من المؤسسات الثقافية والجامعات ومراكز البحث العلمي مبيناً أن بين يدي الجميع تقريرا موجزاً عنها . وأعرب معاليه عن يقينه أن ما سيقرره المؤتمر من الموضوعات المطروحة سيعزز وحدة المسلمين وترابطهم رغم تنوع ثقافاتهم وأعراقهم . وهنأ معاليه في ختام الكلمة معالي الدكتور أبو الفأس قراييف على ترؤسه لهذه الدورة كما شكر معالي نوري ضو الحميدي أمين عام لجنة إدارة المؤسسة العامة للثقافة بالجماهيرية العظمى على جهوده ومتابعته لأعمال الدورة الخامسة للمؤتمر . وسأل معاليه الله العلي القدير أن يكلل هذا المؤتمر بالنجاح والتوفيق ، لما فيه رفعة الأمة الإسلامية وسؤددها .