أثار إعلان فوز الرئيس الأمريكي باراك أوباما بجائزة نوبل للسلام ردود فعل متباينة حول مدى أحقية الرئيس الذي لم يتجاوز عهده الرئاسي الأشهر التسعة ولم يتسن له بعد تحقيق انجازات كبرى في السياسة الخارجية ذات اثر عالمي يذكر. لقد قررت لجنة نوبل النرويجية منح جائزة نوبل للسلام لعام 2009م للرئيس أوباما تقديراً لجهوده غير العادية لتعزيز الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب وأولت اللجنة أهمية خاصة لرؤية أوباما وسعيه من أجل عالم خالٍ من الأسلحة النووية. ولا يماري أحد في ما احدثه الرئيس أوباما من تغيير في مجال الدبلوماسية والسياسة الدولية الهادفة تفعيل آليات الحوار والتفاوض لحل الصراعات الدولية بما في ذلك الصراعات الأكثر تعقيداً واعطت رؤية الرئيس أوباما لعالم خالٍ من الأسلحة النووية حافزاً لمفاوضات نزع السلاح والرقابة على الأسلحة. ومقارنة بسلفه الرئيس جورج دبليو بوش تعتبر جهود الرئيس باراك أوباما الدبلوماسية ومساعيه من أجل تجفيف بؤر الصراع والحروب في العالم نقلة كبرى للسياسة الخارجية الأمريكية وعودة قوية في استخدام الدبلوماسية والحوار لتحسين صورة أمريكا في العالم بعدما اضرت بها سياسة استخدام القوة والحروب الاستباقية التي كلفت الخزينة الأمريكية مليارات الدولارات مما خلف كبرى الازمات الاقتصادية والمالية للولايات المتحدة والعالم. واستطاع الرئيس باراك أوباما بسياساته العقلانية كبح جماح المحافظين الجدد وتغيير نمط (الكاوبوي) الأمريكي المتغطرس من خلال رؤية جديدة تفرض على قادة العالم اظهار قدر من الاحترام للقيم المشتركة والتوجهات التي تشارك فيها غالبية الشعوب. ولعل منح جائزة نوبل لأوباما يُشكل دافعاً قوياً للسياسة الخارجية الأمريكية نحو دفع عجلة السلام في الشرق الأوسط باقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف. وقد بينت الاحداث ان استخدام القوة لا يجدي نفعاً ما لم تمارس الدبلوماسية دورها في ايجاد حل سياسي للصراعات القائمة في الكثير من بقاع العالم.