أعد رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الأستاذ خالد بن حمد المالك كتاباً اختار له عنوان (فقيد الشورى ذو الأمانتين) ضم فيه مجموعة من المقالات والقصائد التأبينية التي نشرت بالصحف إثر وفاة أمين عام مجلس الشورى الدكتور صالح بن عبدالله المالك رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً . وصدر الكاب في 375 صفحة من الحجم المتوسط وحوى السفر على مئة وثماني عشرة كلمة أدبية نثراً شعراً خطه معاصرو الفقيد وزملاؤه وتلاميذه تعبيراً عما أصابهم من أسى وحزن عظيم بفقده وقدم له عضو مجلس الشورى والأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبدالله الصالح العثيمين الذي زامل الفقيد لنصف قرن من الزمان منذ أن كانا طالبين في كلية الآداب بجامعة الملك سعود ثم تزاملا بين أعضاء هيئة التدريس في تلك الكلية إثر عودتهما لأرض الوطن مكملين للدراسات العليا بالخارج ثم تزاملا في بعض الهيئات الاستشارية، إلى أن توج ذلك كله بالزمالة في مجلس الشورى الذي تولى الفقيد أمانته العامة فأدى الأمانة بإخلاص وجدارة على نحو ما شهد له جميع من عاصروه وزاملوه في مختلف المواقع القيادية . وجاء تصدير الكتاب من الأستاذ/ خالد بن حمد المالك ليؤكد بان هذا الكتاب بأقلام من كتب عن الفقيد يوثق لمسيرة رجل علم وثقافة وتربية ويقول عن صالح المالك بعد وفاته ما لم يُقل عنه في حياته، كما يوثق لأقلام الوفاء والحب التي سارعت إلى التعبير عن حزنها وألمها، وإلى البوح برأيها في رجل كبير رحل عن الدنيا بعد أن قدم وخدم وطنه وأمته في مشوار حياته كأحسن ما يكون العطاء فجاء الكتاب ليجمع ما نشرته الصحف من كلمات مخلصة ومحبة صادقة إثر وفاته، اعترافاً بالفضل لمن كتبها وتوثيقاً لما كتب عنه رحمه الله وهو يستحق كل ما قيل في هذا الكتاب وأكثر . وعدد معالي رئيس المجلس الأعلى للقضاء رئيس مجلس الشورى (سابقاً) الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد مناقب الفقيد ذاكراً حصوله على شهادتي بكالوريوس احدهما من كلية الشريعة والأخرى من كلية الآداب على نجابته ونهمه في الحصول على العلم النافع مما مكنه من ثقافة موسوعية مكنه منها إجادته لفقه اللغتين والعربية والإنجليزية وتمثل ذلك في إثراءه للمكتبة العربية من خلال تخصصه في علم الاجتماع والإدارة بالعديد من البحوث والدراسات كما تناول معالي الدكتور صالح بن حميد دور الفقيد في مجال الإدارة وتجربته البرلمانية بمجلس الشورى التي أثرت الموضوعات المطروحة فكراً وتجربة وعطاء . كما تضمن السفر كلمة معالي وزير الدول عضو مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر الذي عبر عن فقده لمعالي الدكتور صالح بن عبدالله المالك قائلاً عنه ( كان بيننا ملء السمع والبصر نعزه ونجله، ونقدر ما قدم، ونعترف بكفايته ومقدرته وتواضعه، وحبه لمن حوله. ما عرف عارف إلا وجد فيه مثال الأخوة الصادقة، ومراعاة الزمالة. وكتب معالي الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام سابقاً ذاكراً الدكتور صالح المالك رحمه الله كان ممن يألف ويؤلف ومن رجال المجتمع المرموقين، واطلعت على جهوده العلمية. ولقد ساهم خلقه وعلمه في إيجاد مكان مرموق له في المجتمع وكان يسعى للخير ويدعو إليه وسبحان الله كيف كلن عطاء هذا الرجل كثيراً وواسعاً ومتعدد الأغراض، كسب به احترام الناس وتقديرهم . وتناول الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخضيري وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة شخصية المواطن الصالح المنتج، هذه الشخصية تتضح في مالي الدكتور/ صالح المالك رحمه الله هذا المفهوم للمواطن هو الذي نحتاج إليه في كل مواطني المملكة اليوم، لماذا ؟ لأننا لم نعد في حاجة إلى المواطن السلبي الفاسد، ولسنا في حاجة إلى المواطن الصالح فقط، وإنما المواطن الصالح المنتج، حتى نحقق لهذا البلد العزيز المكانة العالية التي يستحقها . وأنها لمسة وفاء وحب تقدير من الأستاذ خالد بن حمد المالك أن يجتمع كلمات التأبين وشعر الرثاء في هذا السفر الذي ضم كوكبة من الرجال المرموقين في المملكة مما لا يتسع المجال لذكرهم تعبيراً عن الإخلاص والوفاء والتقدير لشخص الفقيد الذي رحل عن دنيانا بعد أن كان ملء السمع والبصر سائلين الله له الرحمة ولآله الصبر والسلوان .