قال الملك عبدالله كلمته للتاريخ عند تدشينه منذ أيام مضت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بحضور عدد من الملوك ورؤساء الدول ورؤساء الجامعات وشيوخ الاساتذة في حقول العلم المختلفة من جميع أنحاء العالم، بأن الاحلام وحدها لا تكفي لصنع النجاح ولكن تتحقق الاهداف والمقاصد بقوة الارادة وصدق العزيمة وجدية العمل. وبادىء ذي بدء أقول ليس يكفي ان نعيش الحلم، وأن ننتظر تحقيقه لان تحويل الأحلام الى حقيقة رهن أساس بقدرة الذين يحلمون على ان يحدثوا بأنفسهم قدراً من التغيير في الفكر والسلوك يتناسب وحجم الحلم المنشود في السياسات والاشخاص. اريد ان اقول بوضوح أن حلم الوصول الى العالمية لا يمكن ترجمته الى واقع ملموس الا اذا تكاتفت ارادة الجميع على قبول متطلبات عديدة فيما يتعلق بالتطور الذي ينتقل بالانسان من مقعد (المشاهد) الى مواقع (المشارك) من أجل تعظيم الاداء والعطاء القائم على الابداع والابتكار، والذي يزيد من مساحة الاجواء الصحية الملائمة لتفجير الطاقات الكامنة. كان حلماً يراودنا مشاركة لحلم الملك عبدالله وعندما تحقق الحلم الذي عاش في ذهن الملك عبدالله لمدة 25 عاماً اسعدنا كثيراً ونحن نشاهد تحقيق الحلم بافتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في احتفالية اسمية انطلق منها ساطعاً نور العلم ليرسل اشاراته الى أنحاء العالم لتخبره بانها جامعة عقل الامة السعودية ورمز حضارتها. من أهم دروس الحلم الذي تحقق ان كل شيء على هذه الارض يبدو قابلاً للهزيمة والقهر، ما عدا العلم الذي يظل في حد ذاته قوة غير قابلة للهزيمة، وهذا هو السر في رسالة الجامعة الجديدة على ضفاف البحر الأحمر لجبل العلم والبحث العلمي ركيزة لانتشار نور العلم للاحتفاظ بترتيب متقدم في اطار تصنيف الجامعات والدخول الى قائمة أفضل الجامعات. أعتقد أن أهم رسالة يمكن استخدامها من حرص الملك عبدالله في تصميمه بتحقيق حلمه في انشاء جامعة عالمية تؤكد حاجتنا سرعة اللحاق بقطار المعرفة الذي يمكن ان يأخذنا في اتجاه العلم والتكنولوجيا حتى نستطيع اللحاق بقطار التقدم العلمي والدخول في سباق الحضارات العالمية. ان الاحتفال بمولد جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية يؤكد حاجتنا الى مفاهيم جديدة للتعامل مع القضايا والتحديات استناداً الى قوة العقل والقدرة على الابتكار والمعرفة الصحيحة لأساليب التعامل مع الثورة العلمية والتكنولوجية الرهيبة التي حملت معها متغيرات جديدة لابد ان تملك قدرة استيعابها والتحكم فيها ايضاً. وهذا الذي اتحدث ليس كلاماً انشائياً ولا شرفاً ثقافياً وفكرياً وانما هو حلم لغد افضل يعتمد على مدى قدرتنا على اعادة الاعتبار للبحث العلمي الذي ينبغي ان يظل بالنسبة لنا هو الشعلة المضيئة مهما يكن حجم الانفاق والاعتمادات المطلوبة. وللتاريخ كلمة سوف يسجلها ويرويها للعالم ان الاستثمار الحقيقي لتحقيق هذا الحلم يزداد عدد العلماء وتنهض وتنشط حركة البحث العلمي. هكذا اذن قال الملك عبدالله كلمته للتاريخ كما عايشها طيلة 25 عاماً بصدقيته المعهودة ولانه تاريخ فقد قال التاريخ كلمته وسجلها في احداث الاحتفالية المهيبة لقيام جامعة الملك عبدالله. أليس الاحتفال بتحقيق الحلم وسرعة انتشار نور العلم في ربوع سمائنا وامتداده الى ارجاء العالم قد كرس من عمق الانتماء لهذا الحلم الذي أصبح حقيقة ملموسة والذي هو بالأصل حُلم هذا الوطن. ان الحكم في النهاية على قيام جامعة الملك عبدالله والتي تعتبر خطوة كبيرة نحو ارساء قواعد المعرفة الحقيقية للعلم، للأمة السعودية والعالم معها، وللتاريخ أيضاً.