عقد الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر صباح أمس لقاء ثانيا مع رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل في العاصمة السورية لمواصلة النقاش بشأن التهدئة وتبادل الأسرى والحصار الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية. وقال العضو بالمكتب السياسي لحماس محمد نزال إن كارتر ومشعل بدءا اجتماعا في الساعة السابعة من صباح أمس (حسب توقيت سوريا) لمناقشة ورقة تقدم بها كارتر عن تلك القضايا. وأضاف نزال أن تلك الورقة تتضمن وجهة نظر كارتر في القضايا المطروحة، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي الأسبق يطلب من حماس بادرة حسن نية في موضوع التهدئة بهدف إحراج إسرائيل. من جهة أخرى أشار نزال إلى أن مستشارين لكارتر وقياديين بحماس عقدوا منتصف ليل الجمعة محادثات تفصيلية إزاء قضية الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الأسير لدى المقاومة في غزة ومبادلته مع مئات من الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل. وكان كارتر قد التقى مساء الجمعة بمشعل وقياديين آخرين بحماس في اجتماع استمر زهاء أربع ساعات وبحث فيه الجانبان تلك القضايا الثلاث. وعن ذلك الاجتماع قال ممثل حماس في لبنان أسامة حمدان إنه تم الاتفاق بين كارتر ومشعل على آليات متابعة للقضايا المطروحة. ووصف حمدان اللقاء بأنه كان معمقا وصريحا، مشيرا إلى إصرار الرئيس الأميركي الأسبق على اللقاء مع حماس رغم كل الضغوط الإسرائيلية والأميركية. وقد حضر لقاء من جانب حماس محمد نزال وموسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة. وفي تعليق سابق له على ذلك الاجتماع، قال نزال إن حماس ليس لديها مانع من التفاوض مع إسرائيل عبر قنوات غير مباشرة، وإنها مستعدة للتعاون مع كارتر. وقبل لقاءات دمشق كان كارتر التقى في القاهرة بعدد من قياديي حماس في غزة. واعتبر القيادي بالحركة محمود الزهار أن ذلك اللقاء حقق مكسبا سياسيا للحركة. وقبل أن يلتقي بمشعل التقى كارتر مع الرئيس السوري بشار الأسد وبحث معه عملية السلام في الشرق الأوسط. وتم اللقاء بحضور وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وتحدى الرئيس الأميركي الأسبق الانتقادات الإسرائيلية والأميركية بشأن عزمه لقاء مشعل وباقي قادة حماس، ودافع عن مبادرته قائلا إنه لا بد من التحدث إلى جميع الأطراف من أجل تحقيق السلام. وفي تطور آخر للملف الفلسطيني، قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إن مصر حققت تقدما في وساطتها لتحقيق تهدئة وتبادل للأسرى بين حماس وإسرائيل، إضافة إلى ملف المعابر الحدودية.