المقصد من فرض الصوم لتهذيب النفس وتربيتها على الفضائل.. لكن هذا الفرض لابد ان يزاد عليه بالنوافل خاصة وانه في زمن فاصل فهو فرصة لكل مسلم ان يضاعف من عمله في العبادات ليتضاعف له الاجر والثواب شريطة الاخلاص في العمل وتجويد التوبة والانابة والصيام ايماناً واحتساباً ثم يتبعها بقيام الليل ويجتهد في العشر الأواخر ويحرص على قيام ليلة القدر بعد تحريها وقراءة القرآن وتفسيره وعلومه ويجعل لسانه ذاكراً شاكراً ويحرص على كافة السنن الخاصة بالصائم ومنها الافطار على رطب ويدعو عند افطاره ويتسحر ويعتكف العشر الاواخر ويغتنم فرصة الشهر في تفطير الصائمين والصدقة وصلة الرحم وفعل الخيرات وترك المنكرات ويؤدي العمرة ان امكن ذلك، ويعود المرضى و يعطف على اليتامى ويعطي المساكين ويحث على الخير ويقدم المعروف ويجيب دعوة الداعي ويغيث الملهوف ويتعاون على البر والتقوى ويكثر من الاستغفار ويتبع السيئة الحسنة ويرحم الصغير ويوقر الكبير ويحفظ لسانه من الغيبة والنميمة والكذب ويسعى لسلامة الصدر وترك الشحناء ويعدل بين الناس ويؤدي الامانات ويوفي بالعهد ويرد المظالم ويتحلل من اصحاب الحقوق ويساهم في العناية بالمسجد ويقضي حوائج اهله ويدخل السرور على المسلم وييسر على المعسر ويخفف على من تحت يده ويحسن الخلق والحلم والحياء والصدق والصفح وكظم الغيظ ويعفو عن الناس ويحسن لهم ويدعو لنفسه ولاخوانه المسلمين ويذب عن أعراض المسلمين الى غير ذلك من الأعمال التي يضيق المقام بها حيث تتفاضل العبادات بحسب الاحوال والحوادث والازمان والاماكن فمن رزقه الله فهماً صحيحاً وواسعاً في أنواع العبادات اغتنم فرصاً كثيرة وكثَّر من حسناته وزاد رصيده عند ربه وهذا من الفقه في التعبد فالعبادة تشمل كل الاعمال الظاهرة والباطنة التي يتقرب بها الى الله حتى التبسم في وجه المسلم وحمل متاعه معه او عليه من الصدقات فاللهم ارزقنا الفقه في عبادتك والفقه في جميع شرائع دينك وتقبل منا الصيام والقيام وسائر الأعمال انك سميع مجيب.