من العلامات البارزة في مجال النهضة التعليمية في هذه البلاد الطاهرة برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي إذ حقق هذا البرنامج نجاحاً باهراً في زيادة الحصيلة العلمية للطلاب وتنمية مهاراتهم مما جعلهم عناصر فاعلة في مسيرة التنمية المتطورة ورقي ورفعة وطنهم ، ومن خلال المراحل الأربع السابقة للبرنامج نقف على حقيقة ما يمثله هذا البرنامج من أهمية من خلال توفير الكوادر المؤهلة التي يعول عليها كثيراً حيث سبق وأن أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله مراراً أن البلاد تبنى بعقول وسواعد أبنائها..ولذلك عمل أيده الله كل ما يمكن أن يساهم في تنمية هذه العقول والسواعد من خلال المدارس والجامعات ومعاهد التدريب ومن ثم برنامج الابتعاث الخارجي، حتى تتمكن هذه العقول والسواعد من القيام بدورها في بناء وطن الأمن والأمان وطن المقدسات. واليوم تأتي المرحلة الخامسة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي لتؤكد نجاحاً جديداً لهذا البرنامج من خلال الأعداد الكبيرة التي تقدمت له في هذه المرحلة والتي تتجاوز ال 47 الفاً مما يعني أن البرنامج لامس آمال وتطلعات الطلاب ورغبتهم في زيادة حصيلة العملية ومن ثم تقديم خبراتهم لبناء وطنهم، ويتوزع هؤلاء المتقدمون على أكثر من عشرين تخصصاً للدراسة في أكثر من 16 دولة من دول الابتعاث وفي جميع مراحل التعليم العالي بدءاً من البكالوريوس (طب وعلوم طبية) أو الماجستير والدكتوراه والزمالة الطبية. هذه التخصصات النادرة والدقيقة ستعيد إلينا أبناءنا وهم أكثر تأهيلاً في مجالات تحتاج لها بلادهم وقد استقبل الوطن بالفعل كفاءات عديدة تخرجت في هذا البرنامج وتواصل حاليا اسهامها وعطاءها من واقع ما اكتسبته من معارف وخبرات، ومن واقع ما يشهده هذا البرنامج من اقبال فإن المراحل المقبلة ستكون اضافات ثرة ونوعية لكفاءات قادرة ومؤهلة بإذن الله لدفع المسيرة التنموية إلى الامام وهذا يتطلب من كل المستفيدين من هذا البرنامج في كافة مراحله أن يعوا المهمة المبتعثين من أجلها وما وفرته الدولة لهم وأن يوجهوا جهدهم نحو المزيد من التحصيل والتركيز فيما ابتعثوا من أجله لتتحقق الفائدة المرجوة.