أعرب وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة عن اعتزاز المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعبا وتشرفها بخدمة ضيوف الرحمن من حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والزوار. وأوضح في تصريحات أدلى بها في العاصمة التونسية التي يزورها حاليا أن المملكة حريصة منذ القدم على إيلاء كل عناية ورعاية للحرمين الشريفين وقاصديهما من ضيوف الرحمن وتوفير مختلف الخدمات لهم بما فيها الرعاية الصحية. وأكد أن المملكة استثمرت الكثير في المجال الصحي خدمة للوافدين على الديار المقدسة خاصة خلال شهر رمضان الكريم وفي موسم الحج. وأفاد أن هذا العام سيكون استثنائيا نظرا لانتشار مايعرف بوباء إنفلونزا الخنازير. وقال في هذا الصدد لقد جاءت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مبكرة بأن تضع المملكة العربية السعودية خطة متكاملة حيث كانت من أوائل الدول التي وضعت خطة متكاملة لمواجهة ذلك. واضاف كما جاءت توجيهات خادم الحرمين الشريفين بدعوة المكتب التنفيذي لوزراء الصحة العرب الذي اجتمع في الرياض وخرج ببيان الرياض الذي تضمن التركيز على قاصدي الحرمين الشريفين ضمن فقراته. واشار الى التوجيهات التي صدرت عقب ذلك وتضمنت عقد ندوة علمية عالمية لدراسة ذلك الوباء ومدى تاثيره على المجتمع السعودي والعربي. وتابع معالي الوزير الربيعة إن حكومة خادم الحرمين الشريفين لم تكتف بذلك حيث جاءت توجيهات القيادة الحكيمة أن يدعى 50 خبيرا من خبراء العالم في علم الأوبئة والفيروسات وفي تخصص انفلونزا الخنازير حيث عقد اجتماع وورشة عمل في مدينة جدة استمرت لمدة 4 أيام مبينا أن الخبراء التابعين لمنظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الاوبئة في أمريكا وأوربا واستراليا والصين واليابان قاموا بزيارات لمنافذ الحج والمختبرات في المملكة كما اطلعوا على عرض تصويري لمناسك الحج والعمرة فضلا عن مراجعة للخطة الوطنية السعودية في هذا الجانب. وأوضح أنه بعد نقاش طويل خرجت توصيات جدة التي نشرت في وسائل الإعلام المختلفة ثم تلا ذلك قيام المكتب الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية للشرق المتوسط وبالتنسيق مع وزارة الصحة بالمملكة بعقد اجتماع لوزراء الصحة الذي حضره وزراء الصحة في بلدان عربية وإسلامية وتمت مراجعة توصيات ورشة العمل بجدة وتم بالإجماع تأييد تلك التوصيات التي بنيت على أدلة علمية واضحة. وذكر من تلك التوصيات قصر العمرة والحج على منهم دون سن 65 عاما وأعلى من 12 عاما ومنع الحجاج الذين لديهم أمراض مزمنة مثل أمراض القلب والكبد والكلى ومضاعفات السكري والسمنة وأي أمراض أخرى تؤثر على الصحة والمناعة حيث تم طلب تأجيل عمرتهم أو حجهم هذا العام إلى حين وضوح الرؤية. وبالنسبة لحج هذا العام اكد الوزير الربيعة انه وفقا لتلك التوصيات يجب على قاصدي الحرمين الشريفين اخذ لقاح الانفلونزا الموسمية قبل أسبوعين من السفر الى البقاع المقدسة فيما تضمنت توصية اخرى انه في حال توفر لقاح مايسمى بانفلونزا الخنازير قبل موسم الحج ان يؤخذ ذلك اللقاح قبل السفر باسبوعين. وأوضح ان من بين التوصيات كذلك الاهتمام بالحماية الشخصية التي لاتقل أهميتها عن اللقاحات وتتمثل في لبس الكمامات الواقية في الاماكن شديدة الازدحام وخاصة عند الطواف ورمي الجمرات مع كثرة تعقيم اليدين داعيا من يعانون من أعراض انفلونزا الابتعاد عن مواقع الزحام حماية للاخرين ومراجعة المراكز الصحية المتوفرة وبكثرة في الاماكن المقدسة. وقال ان تلك التوصيات اعتمدت وتم رفعها الى الجهات الرسمية في المملكة لتحويلها الى إشتراطات ستصدر قريبا واصفا تلك ا لاشتراطات بانها متوازنة وعادلة وعلمية وبعيدة كل البعد عن المؤثرات الخارجية. ونوه بتجاوب الدول العربية والاسلامية مع ماصدر من توصيات وإقتراحات بهذا الخصوص مبديا أمله في ان تترجم الى واقع اعلامي داخل الدول الى جانب التقيد بتلك التوصيات. وحث وسائل الاعلام على ضرورة المساهمة الفاعلة لتوعية المواطن العربي بذلك الداء والوقاية منه.. كما ذكر أن سفارات خادم الحرمين الشريفين ستقوم بدورها في هذا المجال مضيفا أن المملكة إلى جانب ذلك لديها استنفار كبير في القطاع الصحي بالأراضي المقدسة حيث تتم مضاعفة الجهود وتأمين كميات كافية من الأدوية والمستلزمات لحماية ضيوف الرحمن كما تم الطلب من البعثات الطبية المرافقة لحجاج الدول أن تزيد من فرقها ومستلزماتها الطبية. ونوه في ختام تصريحه بنسق التعاون الثنائي القائم بين المملكة وتونس في المجال الصحي.