أكد سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن شعيرة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مبدأ أساسي وركن أصيل من نظام اساس الحكم في هذه البلاد المباركة أرض الحرمين الشريفين الذي يعد رسالة الاسلام. وعد سماحته موافقة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في افتتاح مراكز لهيئات الأمر بالمعروف في مواقع مختلفة لم تكن تتواجد فيها دعماً صريحاً ودرعاً حصيناً ضد أرباب الفساد والشر في الأرض. جاء ذلك خلال لقاء سماحته مع منسوبي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكةالمكرمة الذي رحب فيه مدير عام فرع هيئة الأمر بالمعروف بمنطقة مكةالمكرمة الشيخ أحمد بن قاسم الغامدي بسماحته. حيث ابتدأه آل الشيخ بالثناء على رجال الحسبة وعلى جهودهم المبذولة والمباركة في حماية البلاد والعباد من المفسدين فقال : اخواني رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر رجال الحسبة اجدها مناسبة سعيدة لالتقي باخوان لي هم حراس الفضيلة ولادعاة للخير الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر صمام الأمان لهذه الأمة الذين يحبون للأمة الخير والصلاح ويكرهون لها الشر والفساد. دعاة محتسبون واعتبر سماحته العاملين في جهاز الحسبة دعاة الى الله تعالى بالاستقامة والفضائل ودعاة بالاعتصام بكتاب الله وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم ودعاة بمكانتهم الرفيعة واوضح مفتي عام المملكة : ان شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صمام الامان للامة يحميها من الشر والفساد، وأنه أمان للأمة من عذاب الله فقال تعالى : (ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر اولئك هم المفلحون). نصائح وتوجيهات ثم قدم سماحته نصائح وتوجيهات للعاملين في جهاز الحسبة وخاصة الميدانيين منهم فأوصاهم بالاقتداء بسيرة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم في تعامله مع المخالفين في أمره ونهيه كما أوصاهم بتقوى الله في الأمر بالمعروف وتقوى الله في النهي عن المنكر، كما اوصاهم ان يكون الامر بالمعروف والنهي عن المنكر عن علم وتيقن وعلى أصل من أصول الشرع. وتابع في وصاياه للآمرين بالمعروف: ولابد من الرفق بالعصاة والمخالفين لشرع الله ولا تعينوا الشيطان على أخيكم العاصي. وأوصاهم بالرفق واللين مع دعوة المخالفين وفي الرفق بهم اذا جهلوا عليهم. مخالطة الناس كما طالب رجال الحسبة بالنزول الىالميدان ومخالفة الناس لتحسس مشاكلهم ليكونوا سبباً في الاصلاح وأداة في الخير وفلاح الأمة، كما طالبهم بالتواجد دائماً في منتديات الشباب والمتنزهات والحدائق والاسواق وفي أماكن تجمع الناس، مشيراً ان خلو تلك المواقع وغيرهم من رجال الحسبة سيكون بلاشك سبباً سيئاً على الناس. كما ناشد الميدانيين من رجال الحسبة بأن رسالتهم رسالة ذات طابع عام تنبع من اخلاص النية لله في العمل واتباع سيرة المصطفى في ذلك كما ناشدهم بأن تتسع صدورهم للناقدين لهم والطاعنين في جهودهم وعليهم بتقبل النقد الهادف والتعاون على تطبيقه وتفعيله فيما يبينوا للنقد الهدام الحق والصواب. مضيفاً : ان علىرجال الحسبة ان يكونوا على مستوى الادراك والفهم والتواجد ومعرفة الأمور ووضعها في موضعها اللائق بها. وعد سماحته جهاز الحسبة امراً ضرورياً لدحض الباطل واظهار الحق. الستر أولى وفي اجابة لسماحته رداً على سؤال وجه له حول طريقة البحث والقبض على من يشك فيه قال : (يتجنب رجل الأمر بالمعروف الاقدام على امر يغلب انه خلاف الواقع) مطالباً بتقصي الحقائق قبل القبض على اي شخص حتى تكون الأدلة والقرائن قوية وثابتة. وعن المرأة المتزوجة التي تقبض في حال خلوة مع أجنبي عنها والطريقة المثلى في التعامل معها بالستر أو الكشف عن هويتها أوضح سماحته ان لكل قضية ملابساتها ووقائعها فلا يمكن اعطاء صفة العموم في ذلك فعلى رجل الحسبة ان يتصرف في تلك القضية وما شابهها بحسب ظروفها ومقتضاياتها. مؤكداً ان الأصل في عمل رجل الحسبة مبنياً علىالستر. وعن تواجد رجال الهيئة في الشاليهات ونصيحته لأصحاب تلك الشاليهات قال : وجود الهيئة في هذه المواقع مهم للاقناع والترغيب في بيان الحق لاسيما في موسم رمضان، مشيراً ان الاقناع والترغيب اولى من الترغيب والتخويف وهذا ينطبق على المتواجدين حول مواقع الاثار من الحجاج والمعتمرين مما يتطلب على المحتسبين النصح لأولئك بالكلمة الطيبة وتوزيع الكتب المترجمة ونشر الوعي فيما بينهم. وختم سماحته بوجوب الاتفاق لا الاختلاف بين اعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع الرئيس المباشر فالمشورة التقارب في الأفكار أولى من الاختلاف.