اختتمت مؤخراً في منتجع (شرم الشيخ) المصري اعمال قمة حركة عدم الانحياز بحضور قادة وممثلي مائة وثمان عشرة دولة (118) يمثل سكانها الغالبية العظمى من سكان العالم وقد بدأت القمة التأسيسية الأولى في (بلغراد) عام 1961م بحضور خمسة وعشرين دولة. بعد أكثر من ثمانية وأربعين عاماً على تأسيس حركة عدم الانحياز التي كان يأمل مؤسسها أن تقف دول الحركة على الحياد في مواجهة الحرب الباردة التي كانت على أشدها بين الدول الغربية بزعامة الولاياتالمتحدة ودول المعسكر الشرقي بزعامة الاتحاد السوفياتي السابق ، وقد بلغت المواجهة بين المعسكرين مرحلة كادا فيها أن يدخلا في مواجهات عسكرية. لكن المعسكر الغربي سعى إلى اتخاذ وسائل لتفكيك المعسكر الشرقي بالضغوط السياسية واستغلال تذمر شعوبه من الحكم البوليسي إلى جانب الأوضاع الاقتصادية السيئة وقد نجح الغرب في مساعيه وكان أبرز هذه النجاحات اعلان الزعيم السوفياتي (جورباشوف) الذي كان رئيساً للاتحاد السوفياتي أواخر عام 1999م الغاء النظام الشيوعي واستبداله بنظام ديمقراطي كما الغى سلطة البوليس السري الذي كان يعتقل الناس دون أية تهم واضحة. كان كل ذلك عاملاً أدى إلى انهيار المنظومة الشيوعية في بلدان المعسكر الشرقي حيث اعلن عدد من دول الاتحاد السوفياتي استقلاله عن الاتحاد ، وبذلك انهار الاتحاد السوفياتي ..وكان طبيعياً ان ينعكس ذلك على الكثير من دول العالم الثالث التي كانت مرتبطة بالاتحاد المنهار، ومن هذه الدول بعض دول حركة عدم الانحياز ، ليؤثر ذلك على الحركة التي فقدت فاعليتها وانضم غالبية دولها إلى الغرب للحصول على المساعدات الاقتصادية وبناء اقتصادياتها المنهارة ولكن حركة عدم الانحياز حرصت على عدم اصدار شهادة بوفاة الحركة فأخذت في عقد قممها التي كان آخرها قمة (شرم الشيخ) غير أن المراقبين والمحللين ، يرون في هذه القمم مضيعة للوقت في عالم أصبح مفتوحاً بعضه على البعض الآخر تحكمه المصالح الاقتصادية.