قالت مصادر رسمية وقبلية باكستانية إن زعيم حركة طالبان باكستان بيت الله محسود أجرى اتصالا بالحكومة عبر وسطاء تمهيدا لعقد محادثات سلام بين الطرفين.فقد كشفت مصادر محلية باكستانية أن بيت الله محسود بدأ بإجراء اتصالات مع الحكومة الباكستانية نتيجة لتضييق الخناق الأمني ونزولا عند نصائح قياديي الحركة بضرورة إصلاح العلاقة مع إسلام آباد لتجنب إفشال مخططات الحركة في أفغانستان.ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن زعيم في قبيلة محسود وعضو في حزب ديني سياسي قوله إن العمل جار حاليا على إقناع محسود والحكومة بضرورة التفاوض (لأن القتال لن يجلب سوى الموت والدمار لوزيرستان الجنوبية). ووفقا لما ذكره الزعيم القبلي فقد تم بالفعل نقل رسالة من محسود إلى الحكومة التي ردت عليها برسالة جوابية تضمنت شروطها مشيرا إلى أن الجليد بدأ بالذوبان بين الطرفين.واستبعد المتحدث باسم الجيش اللواء أطهر عباس إجراء حوار مع محسود لكن مسؤولا كبيرا في الحكومة مطلعا على مسار تطور الأحداث قال إن الحكومة أبلغت (أولئك الذين يتفاوضون مع بيت الله محسود بما تريده). ونقلت الألمانية عن هذا المسؤول قوله (إذا قبل (محسود) مطالبنا، سيكون هذا جيدا، وإلا فلدينا خيارات أخرى) مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الضغط الميداني الذي تمارسه قوات الأمن على محسود هو السبب الرئيسي وراء طلبه إجراء محادثات مع الحكومة. وذكرت مصادر قبلية مطلعة أنه وفي حال نجاح المفاوضات -التي لا تزال غير مباشرة وفي مراحلها الأولى- سيتعين على محسود وضع حد للهجمات على الأهداف المدنية والعسكرية والأجنبية داخل باكستان.وفي المقابل، سيتوجب على الجيش الباكستاني تأجيل خططه للتقدم إلى داخل منطقة القبائل لمحاربة مليشيا محسود التي تضم آلاف المقاتلين المدربين والمجهزين بشكل جيد والمتخندقين في منطقة ذات تضاريس وعرة تمتد على مساحة تزيد عن 2550 كيلومترا مربعا. يشار إلى أن الحكومة الباكستانية سبق وأبرمت عدة اتفاقات مع محسود كان آخرها عام 2007 عقب هجوم فاشل في وزيرستان، بيد أن جميع هذه الاتفاقات عززت موقعه وجعلته رقما صعبا في منطقة القبائل.