كشف مركز رؤية للدراسات الاجتماعية في أحدث دراسة ميدانية غطت كافة مناطق المملكة عن مدى انتشار أشكال العنف الصحي في المجتمع السعودي، فقد ذهب24% من عينة الدراسة إلى أن إرهاق الزوجة بالحمل والولادة وصحتها سيئة منتشر جداً مقابل 18% أشاروا بأنه نادر جداً، كما أن 14% يعتقدون بأن هذا العنف منتشر مقابل 24% قالوا أنه غير منتشر. بالإضافة إلى ذلك أن ما نسبته 24% أشاروا بأن (ختان البنات بهدف قتل شهوتهن الجنسية) نادر جداً مقابل 11.5% أشاروا بأنه منتشر جداً، في حين لم يجيبوا عن السؤال ما نسبته 29% وقد يعود ارتفاع النسبة إلى جهل المبحوثين بهذه الممارسة التي لا تعد جزءاً من ثقافة المجتمع السعودي مقارنة بالمجتمع المصري على سبيل المثال. كما أن ما نسبته 24.0% أشاروا بأن (إطعام بعض أفراد الأسرة أطعمة أو مشروبات سيئة ومضرة بالصحة) نادر جداً مقابل 11% أشاروا بأنه منتشر جداً، في حين يشير ما نسبته 30% من المبحوثين أن هذا الشكل من العنف الأسري غير منتشر مقابل 9% يرونه منتشراً. وقال باحثو مركز رؤية: تعكس النتائج إن (إحداث إعاقة أو ضرر دائم في الجسم) نادراً جداً بما نسبته 27% مقابل 11% قالوا بأنه منتشر جداً، في حين أشار ما نسبته 31% بأنه غير منتشر مقابل 9% أشاروا بأنه منتشر. كما أن (إجبار بعض أفراد الأسرة على النوم في أماكن غير مناسبة) كأحد أشكال العنف الصحي غير منتشر وأشار إلى ذلك 32% من إجمالي العينة مقابل 7% فقط أشاروا بأنه منتشر. ويتضح من النتائج أن العنف الصحي غير منتشر بدرجة كبيرة في المجتمع السعودي مما يدل على وعي المجتمع بمخاطر هذا النوع من العنف غير المقبول تماماً من المجتمع، رغم الإشارة إلى انتشار العنف الخاص بإرهاق الزوجة بالحمل والولادة، إلا أن مردود ذلك في غالب الأمر يُعد أمراً طبيعياً في مجتمع لا يأخذ بسياسة منع أو تنظيم النسل، وقد يلعب الوازع الديني دوراً بارزاً في الحد من العنف الصحي. هذا وقد غطت الدراسة جميع مناطق المملكة بحيث تألف المبحوثون من عدة فئات لكل منها خصائص متميزة لخدمة أهداف الدراسة منها 1900 مفردة من المترددين والمترددات على مراكز الرعاية الصحية الأولية تم جمع البيانات منهم عن طريق الاستبيان ، و 50 مفردة من الخبراء والخبيرات عن طريق المقابلة ، و 90 مفردة من ضحايا العنف من الجنسين من مختلف الفئات العمرية ليصبح مجموع مفردات الدراسة 2040 مفردة. وتجدر الإشارة إلى أن مركز رؤية للدراسات الاجتماعية ومقره مدينة الرس بمنطقة القصيم ، هو مركز غير ربحي ، يقدم حلولاً عملية ، لتنمية المجتمع من خلال بحوث منهجية متعددة الجوانب تتميز بتأصيل شرعي .