غداً الأربعاء يبدأ فصل مهم في قضية أبيي المتنازع عليها بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان أو ما يعرفان بطرفي الحكم في السودان .. فالحكم النهائي لتبعية منطقة أبيي سيصدر الأربعاء .. ورغم محاولات التهدئة التي يدعو اليها الطرفان الا أن درجة القلق مرتفعة ، فقطعاً سيكون هناك طرف محبط من نتيجة التحكيم .. والخوف السائد الآن أن يترجم الطرف المحبط مشاعره في عنف قد يؤدي إلى نتائج كارثية. فهناك تجربة سابقة عندما جاء تقرير لجنة الخبراء مؤيداً لتبعية أبيي إلى الجنوب ولكن حزب المؤتمر الوطني رأى أن الخبراء قد تجاوزوا التفويض الممنوح لهم وتفجر الوضع بصورة ماسأوية أدت إلى مقتل وتشريد الكثيرين اضافة إلى تدمير للعديد من المباني والمنشآت لم تتعاف أبيي منه بعد. ولكن الطرفين احتكما للحوار وقررا رفع الأمر إلى التحكيم الدولي ، وقد شهدت محكمة التحكيم الدائمة بلاهاي جلسات عدة استمعت فيها بالتفصيل إلى اراء الفريقين ولم يتبق الا النطق بالحكم الذي حدد له يوم غد الأربعاء. ولحساسية المواقف فإن الأنظار تراقب بقلق صدور الحكم ، وجدد الطرفان المعنيان التزامهما بقبول الحكم مهما كان نوعه .. وبدآ حملة للتوعية في المنطقة من أجل تهيئة الرأي العام المحلي في أبيي للتعامل مع الحكم بهدوء وقبول. ولما كانت الأممالمتحدة مخولة حماية المدنيين فقد أعلنت هذه المرة استعدادها للتعامل عسكرياً مع أي عنف قد يمتد إلى المدنيين ، وهو موقف تأمل خلاله الأممالمتحدة أن تقوم بالدور المطلوب في مواجهة اتهامات وجهت لها المرة الماضية بأنها كانت سلبية في التعامل مع الاحداث ما أدى إلى خسائر كبيرة في الأرواح . على كل اقترب الموعد للنطق بالحكم ولكن الضمانة الحقيقية ليست في استعدادات الأممالمتحدة وانما في التزام الطرفين به والعمل على تنفيذه بكل دقة والا تحولت أبيي إلى كشمير أخرى داخل الأراضي السودانية.