تم أمس تكريم الأديب والمترجم والروائي والشاعر النيجيري (وولي سوينكا ) من قبل المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني الذي ينعقد في الجزائر منذ الخامس من شهر يوليو الجاري وإلى غاية العشرين منه بحضور جملة من الأدباء والمفكرين والشخصيات التي تمثل مختلف المؤسسات والهيئات الثقافية في الجزائر وفي الدول الإفريقية المشاركة في المهرجان والتي بلغ عددها 51 دولة. ويأتي تكريم هذا الأديب الإفريقي الكبير اعترافا بالجهود التي بذلها في مجال التعريف بالثقافة الإفريقية والترويج لها في مختلف المنابر الدولية خارج حدود القارة التي نشأ بها وتعلم بين أحضانها أبجديات الثقافة. وتتميز شخصية هذا الأديب كونه مزيج بين ثقافته الإفريقية العريقة والثقافة الغربية التي تعلم منها التجربة واللغة والعلاقات الإنسانية. وقد حصل على كثير من الجوائز المحلية والإقليمية والعالمية منها جائزة جوك كامبل عام 1968م وجائزة أفضل النصوص الدرامية بمسرحية (الطريق) من مهرجان الفنون الزنجية بدكار عام 1966م وكان أول كاتب إفريقي يفوز بجائزة نوبل للآداب عام 1986 وأصبح بذلك علما من أعلام الفكر والأدب في العالم علما أنه ساهم في تغيير الكثير من الأفكار الخاطئة عن الشعوب الإفريقية وألقى الضوء على ما تزخر به ثقافتها من قيم إنسانية. وقد ولد سوينكا شهر يونيو من عام 1934 في مدينة أبيكوتا جنوب غرب نيجيريا وينتمي لقبيلة اليوربا و تخرج من جامعة إبادن سنة 1952م ثم سافر إلى بريطانيا للدراسات العليا في الأدب الإنجليزي وحصل على الماجستير بمرتبة الشرف عام 1954م وعمل خلال دراسته في لندن قارئا ومراجعا للنصوص المسرحية بالمسرح الملكي وبعد عودته إلى بلاده اشتغل محاضرا في أقسام الدراما بجامعات نيجيريا المختلفة ومنها جامعة إيفي وجامعة لاغوس وجامعة إبادن التي كان طالبا بها كما عمل أستاذ للآداب بجامعة إيموري بأتلانتا بالولايات المتحدةالأمريكية وعاد إلى نيجيريا عام 1960 وبدأ يجتهد لتطوير المسرح النيجيري من خلال إكتشاف الأشكال الإفريقية القديمة فأنشأ فرقة مسرحية سماها (الأقنعة ) ولعب من خلالها كل الأدوار حيث كان مخرجا وممثلا ومنتجا ويعمل حاليا أستاذا للأدب المقارن ورئيسا لقسم الفن المسرحي بجامعة إيفي ويرأس المعهد الدولي للمسرح التابع لليونسكو المقام في نيجيريا وهو رئيس المجلس العالمي للكتاب كما يعمل سفيرا للنوايا الحسنة والمساعي الحميدة لدى اليونسكو.