عرف سوق عكاظ أنه كان أشهر أسواق العرب قاطبة منذ أزمان بعيدة وموقعاً حافلاً بكل أنواع النشاط التجاري، ومنتدى ثقافياً تعرض فيه حوليات الشعراء في احتفالات كبرى، وملتقا اجتماعياً يلتقي فيه القاصي والداني مما صنع شهرته على مر العصور، وجعله باقيًا في ذاكرة الناس إلى الوقت الحاضر ،وهناك بقايا وأطلال يرجع تاريخها لأكثر من 1300عام مثل النقوش الاثرية والصخور المعروفة منذ القدم بموقع السوق ومجرى العين التي كانت تغذي السوق بالماء للشرب . وقد وضعت الهيئة العامة للسياحة والآثار تصورا لتطوير السوق يحظى بالرعاية والاهتمام من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة العليا للسوق وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والاثار حيث يعكس هذا التصور رؤية سموهما لتطوير هذا السوق ليكون فعالية اقتصادية وثقافية حديثة , وليشكل قوة ترابط اقتصادي وثقافي يخدم اقتصاد محافظة الطائف ومنطقة مكةالمكرمة والمملكة بشكل عام . ويشتمل التصور على تطوير طرق الوصول لموقع السوق ، ومقترحات تطوير المخطط الهيكلي للسوق بحيث يشمل نشاطات تراثية وثقافية وبيئية وخدمات تجارية وتسويقية وسياحية وتعليمية. ويأتي هذا المشروع في إطار خطة إعادة رونق الطائف ووضعها في مكانها الصحيح على خارطة المواقع السياحية ، وإحداث النقلة اللائقة بأولى المصائف السعودية , ويمثل هذا المشروع أحد الشراكات المميزة فيما بين الهيئة العامة للسياحة والآثار ومحافظة الطائف ووزارة الشؤون البلدية والقروية . وشرعت الهيئة العامة للسياحة والاثار في تطوير هذا السوق الذي يمتد على مساحة تقدر ب 11 مليون متر مربع شمال شرق الطائف ليكون فعالية اقتصادية وثقافية حديثة وليشكل قوة ترابط اقتصادي وثقافي يخدم اقتصاد محافظة الطائف ومنطقة مكةالمكرمة والمملكة بشكل عام . وتستهدف الهيئة العامة للسياحة والآثار جذب أكثر من نصف مليون سائح لمهرجان السوق في دورته الثالثة لصيف هذا العام والذي تنطلق فعالياته غد الثلاثاء حيث من المتوقع ان يشهد السوق اقبالاً كبيراً في ظل الاستعدادات المتخذة من قبل الهيئة ومجلس التنمية السياحية بالمحافظة بالاضافة الى التنسيق مع منظمي الرحلات السياحية والمرشدين السياحيين لتسيير رحلات من مختلف المناطق الى السوق. وكانت الاستعدادات قائمة منذ نهاية الدورة الماضية بدعم واهتمام من صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة العليا للسوق وبتوجيهات ومتابعة من صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار حيث عقدت العديد من الاجتماعات التنسيقية التي مهدت للكثير من المستجدات التطويرية لهذا المشروع الذي سيسهم في احداث نقلة نوعية في سياحة الطائف والمنطقة. وعمدت الهيئة العامة للسياحية والآثار من خلال جهاز التنمية السياحية والآثار بالطائف في إطار الأستعدادات للسوق في دورته الحالية الى العمل على تنظيم رحلات سياحية للطائف وسوق عكاظ فعقدت في هذا الصدد ورشة عمل لمشغلي الرحلات السياحية بجدةومكةالمكرمة ، بهدف تسويق سوق عكاظ وعمل برامج سياحية للسوق بما فيها المسارات التي يمكن تنظيمها خلال فترة المهرجان بالاضافة الى عرض المواقع السياحية الجاذبة بالطائف. كما اقامت الهيئة ورشة عمل (السياحة تثري) ضمن جهودها لتنمية وتوعية المجتمع المحلي بالطائف ومنطقة سوق عكاظ وورشة عمل مماثلة للاعلاميين بالمحافظة حيث أن مثل هذه البرنامج يسهم في بناء مشروع توعوي موجه لشرائح اجتماعية مختلفة في المجتمع المحلي يمكن لها المشاركة في تنمية قطاع السياحة بالطائف وسوق عكاظ باعتباره صناعة ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية وثقافية ، ولقى البرنامج دعماً مباشراً من سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار لما له من أهمية في نشر الوعي بثقافة السياحة في المجتمعات المحلية من خلال برنامج توعوي موجه إلى قيادات وأفراد المجتمع المحلي لتعريفهم بالسياحة كصناعة ذات أبعاد اجتماعية واقتصادية وثقافية بالإضافة إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة وتثبيت وترسيخ المفاهيم الايجابية نحو السياحة وأهميتها ومدى الحاجة لها كصناعة بالاضافة الى تهيئة المجتمع المحلي لاستثمار مقوماته السياحية المتاحة ، ومساعدة أفراد المجتمعات المحلية على تركيز جهودهم في تطوير ذاتهم واستثمار إمكاناتهم للحصول على وجهات سياحية دائمة ، ومناقشة القضايا الخاصة بالمجتمعات المحلية والفرص الاقتصادية المتاحة والتعرف على التحديات التي تواجه قطاع السياحة في تلك المجتمعات ، والتعرف على الواقع الاجتماعي للمنطقة المستهدفة بالتنمية السياحية . وللتسهيل على السائحين وزوار سوق عكاظ تم وضع 4 مراكز معلومات سياحية الكترونية للتسهيل على مرتادي المكان وتعريفهم بالانشطة والفعاليات إضافة الى توزيع 40 ألف رسالة sms قبل وأثناء تنفيذ فعاليات سوق عكاظ الثقافي بهدف تعريف سائحي الداخل بالانشطة والفعاليات المقامة ودعم الاقبال عليها . كما سيتم من خلال جناح الهيئة العامة للسياحة والآثار بالسوق توزيع أكثر من 100 ألف مطوية ومطبوعة من إصدارات الهيئة ومنها كتيب (اكتشف الطائف ) باللغتين العربية والانجليزية والتي تعين السائح على التعرف على الطائف وإبرز معالمها الشهيرة والمواقع الجميلة ليختار من معالمها الأثرية والتراثية والبيئية ومواقع الجذب السياحي ومرافقها الترفيهية ما يناسبه لقضاء أوقات ممتعة بالطائف وضواحيها وقراها السياحية ، وخريطة الطائف والتي تزود بمعلومات متكاملة عن المعالم السياحية بالمحافظة والطرق الرئيسية والداخلية والمرافق والخدمات السياحية و معلومات متنوعة وكاملة للخدمات والمرافق السياحية والمواقع الاثرية والمتاحف والمتنزهات والحدائق والمدن الترفيهية والاسواق الشعبية ومراكز التسوق والمراكز الرياضية والفنادق والشقق المفروشة والمستشفيات ومحلات تأجير السيارات ومواقع وكالات السفر والسياحة إضافة الى البنوك والمطاعم وتحديداً مصوراً لأهم الخدمات والمواقع السياحية في كل من الهدا والشفا وهما أشهر مركزين سياحيين بمنطقة مكةالمكرمة وسيتم توزيع العديد من المطبوعات ومنها مطبوعة عن قواعد السلوك للسائح بالاضافة الى المطويات السياحية الخدمية التي جرى تحديث بياناتها من قبل الهيئة . كما تم تعيين 8 باحثين وباحثات لإعداد دراسة احصائية لسوق عكاظ تتناول التعرف على أعداد الزوار وخصائصهم والأثر الاقتصادي للسوق خاصة في ظل تنامي الاقبال عليه عاماً بعد آخر وانعكاس ذلك على تنمية المنطقة مع تقييم الزوار للمهرجان السياحي ويشمل ذلك الموقع ومستوى الاسعار والانشطة المقامة مع اعداد تقرير احصائي بعد انتهاء فترة السوق . وتضم ( جادة سوق عكاظ ) التي تم تصميمها بصخور البازلت العديد من العناصر التي تعكس الحياة اليومية لسوق عكاظ قديماً حيث هناك العديد من المحلات التي تضم المنتجات الحرفية ومحلات بيع الهدايا التذكارية والمأكولات الشعبية إضافة الى نماذج مرور القوافل والشعراء على الإبل والخيل وكذلك الألعاب الشعبية والتراثية ومواقع لسقيا زمزم المخلوط بماء الورد ومضافات للشعراء وخيام السدو للأنشطة الرئيسية كما توجد ملاعب للأطفال وساحات للتنزه . ويشارك في تغطية فعاليات السوق عدد كبير من المحطات الفضائية المحلية والعربية والأجنبية بالإضافة إلى وسائل الإعلام السعودية المرئية والمسموعة والمقروءة بمختلف فئاتها مما يجعل السوق يشهد تظاهرة ثقافية مميزة ويفتح آفاقاً جديدة من برامج الشعر والثقافة والأدب حيث يعد سوق عكاظ رافداً مهماً من روافد السياحة والأدب في بلادنا بصفة عامة وفي الطائف على وجه الخصوص بما يتضمنه من فعاليات وأنشطة وبرامج تهم مختلف شرائح المجتمع ويعكس صورة مشرفة لاهتمام ولاة الأمر بما يعنى بالتراث والثقافة والأدب على مستوى العالم العربي والإسلامي . ويعود ( امرؤ القيس ) الى السوق من خلال مسرحية سيتم عرضها ضمن فعاليات السوق الثقافية ، وتتميز المسرحية التي كتبها محمد العثيم ويخرجها الدكتور حسين المسلم بضخامة إنتاجها وتدورعبر ثلاث جدائل درامية محورية كل واحدة منها تعتبر بطولة مكتملة بذاتها، وتتعاشق الجدائل الثلاث في عمل استعراضي مبهر يشترك فيه قرابة الثلاثين ممثلا. وقد استخدمت في العرض كافة المكملات الفنية بصرف إنتاجي كاف يليق بمهرجان العرب الأقدم (سوق عكاظ ) حيث نبتت بذور الثقافة والبلاغة العربية. وتعرض قصة المسرحية ثلاثة محاور، وسيقوم ببطولة المسرحية عدد من الممثلين وبمشاركة أكثر من (30) شابا للحركات المصاحبة ويتخلل العرض المسرحي أحداث جانبية وأغاني وأشعار تحتفي بشاعر العرب الخالد. ويشتمل البرنامج الثقافي للسوق على عدد من الفعاليات التي ستنفذ على مدى ثلاثة أيام في نمطية مختلفة عن الدورتين السابقتين حيث تشارك في الفعاليات 3 أندية أدبية من منطقة مكةالمكرمة وهي نادي مكة الأدبي ونادي جدة الأدبي ونادي الطائف الأدبي. وستكون أولى فعاليات البرنامج الثقافي ندوة فكرية يقدمها نادي مكة الأدبي تحت عنوان (المثاقفة الإبداعية ) ويشارك فيها كل من الدكتور صالح معيض الغامدي ، والدكتور عالي القرشي ، والدكتور مرزوق بن تنباك إضافة إلى أمسية شعرية يشارك فيها الشاعر شوقي بزيع من لبنان ، والشاعرة أمينة المريني من المغرب ، والشاعر علي عبد الله خليفة من البحرين ، والشاعر حسن السبع من السعودية . ويقدم نادي جدة الأدبي في اليوم الذي يليه ندوة فكرية بعنوان ( الثقافة بنية متجددة) يشارك فيها كل من الدكتور محمد صالح الدحيم ، والدكتور زيد الفضل والدكتور عبدالمحسن القحطاني إضافة إلى أمسية شعرية يشارك فيها كل من بو زيد حرز الله من الجزائر ، والشاعرة ثريا العريض من السعودية ، والشاعر محمد أبو سنة من مصر ، والشاعر عبدالودود سيف من اليمن. ويختتم نادي الطائف الأدبي البرنامج الثقافي للسوق في اليوم الثالث بندوة نقدية بعنوان ( شعر أمريء القيس والدرس النقدي) يشارك فيها كل من الدكتور يعقوب البيطار من سوريا ، والدكتور عبد الله عسيلان من السعودية ، والدكتور سلامة السويدي من قطر ، والدكتورة أمل عبد الله الطعيمي من السعودية إضافة إلى أمسية شعرية يشارك فيها روضة الحاج من السودان ، والشاعرة مناة عزالدين الخير من سوريا ، والشاعر محمد إسماعيل جواهرجي من السعودية ، والشاعر إبراهيم نصر الله من الأردن ، كما يصاحب الفعاليات الثقافية على مدار الأيام الثلاثة عرض لمسرحية امرؤ القيس عقب نهاية الفعاليات اليومية . وكان صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة العليا لسوق عكاظ قد أعلن في وقت سابق أسماء الفائزين بجائزة سوق عكاظ الثقافي لهذا العام والمتمثلة في جائزة شاعر عكاظ وجائزة شاعر شباب عكاظ وجائزة لوحة وقصيدة وجائزة الخط العربي حيث كانت جائزة شاعر عكاظ من نصيب الشاعر عبدالله عيسى السلامه سوري الجنسية وقيمتها 300 ألف ريال وجائزة شاعر شباب عكاظ وهي خاصة بالشباب السعودي من نصيب الشاعر أحمد يحي محمد قيسي وقيمتها 100 ألف ريال فيما نال جائزة لوحة وقصيدة مناصفة وقيمتها 100 الف ريال كل من الفنان عبدالله خضر والفنان طه صبان سعوديي الجنسية ، أما جائزة الخط العربي فقد حصل عليها الخطاط -عكله حبيش الحمد سوري الجنسية وقيمتها 100 ألف ريال.
