الحديث عن الأمير نايف بن عبدالعزيز من حيث أمانته وقوته وتدينه وعدالة ودماثة خلقه وبعد نظره، وقوله المسدد وعمله المتقن، وقدرته على تحمل ما يُسند إليه من أعمال ونجاحه المبهر في ذلك ، وغيرها من الصفات القيادية التي يتحلى بها سموه ، ليست محل استغراب أو اشارة ، لعلم الجميع بذلك وملامستهم له ولكن الذي يلحظه كل من عرف الأمير أو سمعه يتحدث أو قابله يدرك أن هناك أمراً خاصاً يحظى به سموه الكريم ، ألا وهو قبول الناس وحبهم لهم ، وقد تجلى هذا الشعور بالذات عندما سمع شعب هذه البلاد، حرسها الله نبأ صدور القرار الحكيم الموفق الذي أصدره ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - بتعيين سموه نائبا ثانياً لرئيس مجلس الوزراء. لقد أثلج الصدور ذلك القرار ، وأنزل السكينة والطمأنينة في النفوس ، وفرح الجميع بذلك غاية الفرح، ودعوا من خالص قلوبهم لأولياء الأمر في هذه البلاد وقادتها، وأن تسير بلادنا بعون الله وتوقيفه على خطى واثقة واعدة نحو مستقبل مشرق آمن ، إن هذا الشعور يدل دلالة قاطعة على محبة ذلك الرجل والقناعة بكفاءته ، وقدرته وحنكته وهذا معنى محبة الراعي للرعية ومحبة الرعية للراعي وما أجمل أن يلقي عليك محبة الناس وأن يجعل الله لك الود والقبول في قلوبهم ..وهذه درجة لا ينالها إلا من خلصت نيته وصفت سريرته وصلح عمله لأن المحبة تتبعها الرحمة والتقدير والوفاء والاخلاص والصدق والتعاون على البر والتقوى. لقد كنت من تشرف بالسلام على سموه والدعاء له ولوالديه وتهنئته بالثقة الملكية الغالية وذلك في الأيام الأولى لصدور الأمر السامي الكريم ظاناً أني سأكون أول من يدخل على سموه ضمن آلاف المواطنين الذين جاؤوا للسلام عليه ، ولكن ويعلم الله ومع كل ما عاناه البعض من طول الانتظار والتزاحم الشديد من قبل الرسميين وغيرهم من أبناء الشعب وغيرهم على تهنئة سموه إلا أن ذلك يستحق الصبر والاحتساب لعلم الجميع بارتباطات سموه بمواعيد سابقة، وتقسيم وقته بين ديوان الوزارة والديوان الملكي ..مما زاد من أعباء سموه وإرهاقه ..غير أنك تجد حين تصل إليه أبهى مظاهر التواضع والحنو والبساطة والبشاشة ورقة الكلمة والشكر لمن حضر، بل والاستجابة الفورية لمن له حاجة أو شكوى. وقد كنت وأثناء ساعات الانتظار قد جمعت كلمات نويت أن أقولها بين يدي سموه يحفظه الله تتمثل في تهنئته والدعاء له وأن هذا المنصب له تبعاته وواجباته ومسؤولياته الجسام وهو أهل لذلك ولا شك وهذا هو قدره فعليه أن يستعين بالله تعالى ويلجأ إليه ليمده بالسداد والعون والتوفيق ، ثم إن هذا حظه وحظ هذه الأمة أن يتولى هذا المنصب أمثال الأمير المحبوب ، أقول كنت نويت أن أتفوه بذلك فرأيت شدة الزحام ..وكثرة المهنئين وتأخر الوقت ..فاكتفيت بالتهنئة والدعاء.. فما زاد حفظه الله على قوله : جزاك الله خيراً .نعم إنهم آل السعود - تلك الشجرة المباركة تؤتي ثماراً طيبة نافعة. وفق الله الأمير المحبوب نايف بن عبدالعزيز في هذا المنصب القيادي الجديد، وأمده بعونه وتوفيقه ، وألبسه ثياب الصحة والعافية وأنعم علينا وعلى بلادنا بالرفعة والأمن والرفاه في هذا العهد الزاهر تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.