أعرب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عن أمله في أن تشهد صناعة السياحة الوطنية نمواً وتحولات ملموسة خلال العامين المقبلين، بعد صدور عدد من قرارات الدولة المتعلقة بدعم قطاع السياحة وتطوير الاستثمار السياحي، وقال سموه بأن قطاع الآثار والسياحة ليست مجرد فعاليات ومهرجانات سياحية كما يعتقد الناس بل هي مشروع اقتصادي متكامل. وأشاد الأمير سلطان بن سلمان صباح أمس الأربعاء عقب توقيع سموه ومعالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان على اتفاقية كرسي الأمير سلطان بن سلمان لتطوير الكوادر الوطنية في السياحة والآثار، ب(جدية) جامعة الملك سعود في شراكتها مع الهيئة العامة للسياحة والآثار. ولفت سموه إلى أن نخبة من خبراء دوليين سيساهمون بالإضافة إلى المجلس الاستشاري لكلية السياحة والآثار الذي عقد أول اجتماعاته أمس في جامعة الملك سعود سيساهمون في تقييم وتطوير مناهج ومخرجات الكلية (وهذا ما يجعلني متأكداً من أن خريجي الكلية وكليات السياحة في المملكة سيجدون فرصتهم الوظيفية في سوق العمل، بل إنني أطمح إلى ما هو أبعد من ذلك بأن يأخذ مجموعة من الخريجين دورهم في تأسيس الشركات الصغيرة كالخدمات السياحية والإرشاد وتنظيم الرحلات السياحية،مستفيدين من المعارف والمهارات التي سيتم تزويدهم بها في الكلية وحاضنات الأعمال، وبتمويل من صناديق الدولة التي ترتبط مع الهيئة باتفاقيات لتقديم الدعم لأصحاب المشاريع السياحية الصغيرة والمتوسطة، ونأمل أن يتخرج الطالب مستثمراً موفراً لمجموعة من فرص العمل لزملائه، وليس فقط باحثاً عن فرصة عمل). وبين سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بأن (نمو السياحة يؤدي إلى زيادة الطلب على المنتجات المحلية والخدمات، وهذا بالتالي يزيد من القيمة المضافة للاقتصاد الوطني). وذكر بأن القطاع الخاص ينتظر الفرصة للمساهمة بفعالية في مجال الاستثمار السياحي (نحن اليوم نخسر عدد كبير من المواطنين الذين يختارون السياحة الخارجية، ونخسر كذلك مليارات الريالات في الاستثمارات التي تذهب لتهيئة السياحة الخارجية للسعوديين، فلذلك مهمتنا الأساسية التركيز على توطين هذه الاستثمارت، ولا نريد أن يكون هناك استجداء للمواطن في أن يبقى في بلده من باب الوطنية، ولكن يكون بمنافسة حقيقية من الوجهات السياحية المحلية؛ وأن يكون المنتج السياحي الوطني متكامل العناصر ومنافس وجاذب، وأن تكون المملكة العربية السعودية وجهة السائح السعودي الأولى أو واحدة من وجهاته السياحية المفضلة على أقل تقدير). وكشف سموه عن برنامج تدريبي تقوم الهيئة بالإعداد لإطلاقه لتهيئة طالبي العمل في إدارة الشقق المفروشة، ضمن برنامج متكامل لتصنيف وتطوير قطاع الشقق المفروشة الذي ظل غائباً عن أي تطوير أو سعودة، معيداً سموه مقولته (بأن مهمته الأولى في السياحة هي إيجاد فرص عمل للمواطنين في هذا القطاع الذي يعد عالمياً أكبر المجالات الموظفة للأيدي العاملة)، وشرح سموه أن ازدهار الأنشطة السياحية وتوفير الدعم والمساندة اللازمة لها يؤدي إلى ازدهار الخدمات المرتبطة بها ويتسبب بتوفير أعداد كبيرة من الوظائف لجميع المستويات التعليمية ولثقافية وفي جميع المواقع الصغير منها والكبير وهذا ما يحقق التنمية الشاملة في بلد مترامي الأطراف كالمملكة. من جانبه ثمن معالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان مبادرات الهيئة العامة للسياحة والآثار، مشيراً إلى أن الجامعة وقعت مع مجموعة بن لادن عقداً لإنشاء فندق فئة خمسة نجوم ب256 مليون ريال سيتيح الفرصة لتدريب طلاب كلية السياحة والآثار بالجامعة، وقال بأن هذا المبلغ هو حصيلة تبرعات كراسي البحث بما فيها كرسي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، مؤكداً بأن المشروع الذي يستغرق إنشاؤه 16 شهراً بدأ العمل فيه منذ شهر. الجدير بالذكر أن كرسي الأمير سلطان بن سلمان لتطوير الكوادر الوطنية في السياحة والآثار يهدف إلى توفير البيئة الملائمة للبحث والتطوير والإبداع في مجالات السياحة والآثار، وتبني مبادرات نوعية لأبحاث رائدة في مجالات السياحة والآثار، وربط مخرجات البحث العلمي بمتطلبات سوق العمل، فضلاً عن الإسهام في إثراء المعرفة وزيادة نسبة الإسهام في الإنتاج العلمي العالمي، والارتقاء بالإنتاجية العلمية والتقنية في مجال السياحة والآثار كماً ونوعاً، إثراء المكانة العلمية والبحثية للملكة العربية السعودية على المستوى العالمي. ويسعى الكرسي إلى دعم التنمية المستدامة والاقتصاد الوطني القائم على المعرفة، وتعزيز ونشر ثقافة الإبداع والتطوير في مجال السياحة والآثار، وتقديم الاستشارات والدراسات الفنية للمؤسسات في القطاعين العام والخاص، وتنمية مهارات طلاب كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود، علاوة على تطوير مهارات العاملين في مجال السياحة والآثار، واستثمار الكفاءات المميزة بالجامعة في مجالات الكرسي.