الأنانية وحب الذات أصبحنا نتنفسها، معادلة غريبة قاتلة والأغرب اننا نمارسها ضد بعضنا البعض علناً وأصبحت جذورها غارقة في العقل الذي لا يزال تحت التخدير وكل المراكز لديه معطلة بسبب عدم الاحساس لأنه في غرفة العمليات نعشق أنفسنا الى حد الجنون ما يهمنا تحقيق مصالحنا فقط ويغرق الجميع في هذا الصمت المنهزم والمزري ممن يمارسون اخذ الحقوق بسرعة تفوق سرعة الضوء أمام الجميع ويعطون الحق لأنفسهم أن تعيش على أكتاف الآخرين، وعلى جهودهم، ألا يعرفون ان التاريخ لا يرحم ولا ينام وأن مساحة الكون تشاهد بالعين المجردة، انهم ضعفاء وسوف يختنقون بعذابات الأنانية وحب النفس لأن حدقات عيونهم لا تبصر النور ولكنها تبصر مصالحهم، والغريب أنهم يعتقدون ان العيش على أكتاف الآخرين سوف يمنحهم العيش الكريم، آه ما أقسى الحقيقة.. كيف سيواجهون الزمن وكيف سيواجهون ضمائرهم؟ وماذا سيفعلون عندما يجرف التاريخ في لحظة صدق ويقطع الطريق إلى نهاية يستحقها من يسلب حقوق الآخرين ويعيش على أكتافهم؟. الأشياء الجميلة قد تأتيك في غير وقتها يتفاجأ الإنسان في كثير من الأحيان بأن ذاكرته تحتفظ بالشيء الكثير من المشاعر الكاملة في منطقة مضيئة وليس واضحاً كيف ستعاد الذكرى لأن الأشياء الجميلة قد تأتيك في غير وقتها، فقد عشنا تلك الذكريات بكل ذرة من ذرات روحنا ومشاعرنا وشعرنا فيها بالفرح والطمأنينة عشنا في تلك المدينة منبع الرسالات السماوية انشودة العمر التي يسطع نورها ليضىء الكون، كيف لا وهي مهبط الوحي وقدر لها السعد بأن تكون قبلة المسلمين ومولد خير المرسلين المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام. تهفو إليها القلوب بكل مشاعرها لأنها في الوجدان محل الروح ومهما بعدنا نعود لصفائها ولأرضها التي مشى عليها سيد الكائنات عليه الصلاة والسلام. من الأعماق لماذا يسعى البعض لقتل ودفن التاريخ وإقصاء كل عبق للماضي بأصالته؟.