تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز ال سعود يُكرم صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين عضو مجلس إدارة مكتبة الملك عبد العزيز العامة رئيس مجلس أمناء الجائزة الفائزين بجائزة خادم الحرمين العالمية للترجمة في دورتها الثانية لعام 1429ه , 2008م وذلك مساء اليوم الثلاثاء بمقر مؤسسة الملك عبدالعزيز للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية بمدينة الدارالبيضاء في المملكة المغربية. وأوضح نائب وزير التربية والتعليم المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة فيصل بن عبدالرحمن بن معمر أن جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة تأتي انطلاقاً من رؤيته - حفظه الله - في الدعوة إلى بناء جسور التواصل الثقافي بين الشعوب وتفعيل الاتصال المعرفي بين الحضارات . وقال : إن النجاح الكبير الذي تحقق لهذا المشروع العلمي والثقافي والحضاري في دورته الثانية ثمرة للتوجيهات الكريمة منه - حفظه الله - لتعزيز الحوار بين الحضارات , والتوافق في المفاهيم بين ثقافات الشعوب المختلفة التي تمثل في مجملها الإرث الجماعي والمشترك للإنسانية لافتا النظر إلىً أن الصدى الكبير الذي حققته جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة وتفاعل عدد كبير من المؤسسات الثقافية والعلمية المحلية والإقليمية والعالمية معها يؤكد نجاحها في تحقيق أهدافها في مجال تبادل المعارف وتقوية أواصر التفاعل بين الثقافة العربية الإسلامية والثقافات الأخرى ,وتهيئة المناخ لتلاقح الحضارات والثقافات وتفاعلها على أساس من الاحترام المتبادل لهوية وخصوصية الأمم والشعوب . وأشار إلى أن هذا النجاح الذي حققته الجائزة يعد ملمحاً من نجاح المشروع الحضاري لخادم الحرمين الشريفين لإشاعة قيم الحوار والثقافة انطلاقاً من وسطية الإسلام الحنيف ودعوته المتجددة لنبذ دعاوى الصراع والسعي إلى نقاط الالتقاء المشتركة للتعايش في عالم يسوده السلام والتعاون من أجل تقدم ورخاء البشرية . وعبر معالي المشرف على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة عن أمله في أن تسهم الجائزة في تنشيط حركة الترجمة من العربية وإليها وأن تكون حافزاً لانطلاقة قوية للترجمة في جميع المجالات والتخصصات المرتبطة بالجائزة . وافاد ابن معمر أن اختيار الفائزين بالجائزة تم وفق جملة من المعايير والضوابط العلمية الدقيقة التي وضعها متخصصون وخبراء في معايير الترجمة , إذ قرر مجلس إدارة المكتبة منح جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة في مجال جهود المؤسسات والهيئات «مركز الترجمة بجامعة الملك سعود»؛ نظراً لجودة الأعمال المترجمة وتميزها , و منح جائزة الترجمة في العلوم الإنسانية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى مناصفة بين كل من: الدكتور تشوي يونغ كيل - كوري الجنسية. وأستاذ الدراسات العربية في جامعة ميونغجي بكوريا الجنوبية , والدكتور محمد الطاهر الميساوي - سوداني الجنسية، أستاذ الفلسفة والتراث الإسلامي بالجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا ومنح جائزة الترجمة في العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية مناصفة بين كل من: الدكتور فايز الصُياغ - أردني الجنسية، أستاذ علم الاجتماع الاقتصادي بالجامعة الأردنية , والدكتور بندر ناصر العتيبي، والدكتورة هنية محمود أحمد مرزا - سعوديي الجنسية وأستاذي التربية الخاصة بجامعة الملك سعود و منح جائزة الترجمة في العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية للدكتور حاتم النجدي - سوري الجنسية، أستاذ الإلكترونيات والاتصالات بالجامعة السورية في حين رأى مجلس إدارة المكتبة حجب جائزة الترجمة في العلوم الطبيعية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى , نظراً لعدم تقدم أي ترشيح في هذا المجال تنطبق عليه معايير الجائزة. وانطلاقاً من نظرة الجائزة إلى الترجمة بوصفها أداة فاعلة في التواصل الحضاري والثقافي، وعاملا من عوامل التقدم العلمي والفكري، وتنشيطاً لحركة الترجمة، وتقديراً للمبرزين من المترجمين؛ فقد تقرر تخصيص قيمة مكافأة هذا المجال لترجمة مجموعة منتقاة من المؤلفات، إضافةً إلى تكريم اثنين من المترجمين من أصحاب الإسهامات المتميزة في الترجمة من اللغة العربية وإليها وبعد دراسة عدد من الأسماء المرشحة , فقد وقع الاختيار على شخصيتين هما : الشاعرة الفلسطينية الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي والأكاديمي الألماني الدكتور هاندرتش هارتموت . من جانبه أعرب سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المغرب الدكتور محمد بن عبدالرحمن البشر عن سعادته بالحفاوة التي استقبلت بها المملكة المغربية على المستويين الرسمي والشعبي نبأ إقامة حفل تكريم الفائزين بجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة في دورتها الثانية بمدينة الدارالبيضاء . وقال: إن اختيار المغرب الشقيق لتسليم جوائز الفائزين بالجائزة دلالة واضحة على العلاقات المتميزة بين المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية الشقيقة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وأخيه جلالة الملك محمد السادس فضلاً عن إسهامات المملكة المغربية بتراثها الثقافي المتميز الذي أفرز كثيرا من العلماء على المستوى المحلي والعربي والإسلامي في مد جسور التواصل الثقافي بين العرب وأوربا . ولفت الدكتور البشر النظر إلى أن الاستقبال المميز في المملكة المغربية لهذا الحدث الكبير ينبع من تقدير كبير لخادم الحرمين الشريفين وما له من باع طويل في المجال العلمي والثقافي يعرفه القاصي والداني . وقال: إن المغرب الشقيق كان ولا يزال جسراً للتواصل الثقافي بين المغرب وأوروبا وهذه حقيقة لا مرية فيها والجائزة هي إحدى قنوات التواصل بين الثقافة العربية والثقافات الأخرى ومن هنا فإن ينبوع الحضارة العربية الذي بدأ في المشرق واستقبله المغرب قد أثمر ثمراً يانعاً استفاد منه الغرب والعالم أجمع وكان لا بد أن تتواصل المسيرة وهذه الجائزة إحدى تلك الطرق لهذا التواصل والتمازج بين الشرق والغرب والتي تؤكد سعي المملكة جاهدة لدعم فرص الحوار بين الحضارات والثقافات الإنسانية انطلاقاً من الالتزام بتعاليم الإسلام الذي انبعث من أرضها بنوره الحق للناس داعياً للسلام والاحترام للآخرين واحترام ثقافاتهم والتوفيق بين الأمم ليعيش الناس عيشة كريمة في سلام ووئام. وخلص سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المغرب الدكتور البشر إلى التأكيد على أن الرعاية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لهذه الجائزة تدل دلالة واضحة على حرصه – حفظه الله – على أن تكون فريدة من نوعها كما هي فريدة في توجهها وفي الغرض الذي من أجله أنشئت ودلالة أيضاً على اهتمامه بالارتقاء بالمستوى العلمي والثقافي للأمة الإسلامية والعربية , وحث المثقفين على بذل المزيد من الجهود في مجال الترجمة لمزيد من التلاحم بين الحضارات مشيراً إلى أن مثل هذه الجائزة تدعم جهود الدبلوماسية السعودية بوصفها إحدى اللبنات التي يبني عليها بنيان قيم الحوار والتعاون بين الأمم والشعوب . وتنظم مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالتعاون مع الملتقى الحواري الثاني لجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة وذلك اليوم الثلاثاء بمدينة الدارالبيضاء على هامش حفل تسليم جوائز الفائزين بالجائزة في دورتها الثانية الذي يقام بمؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية بالمغرب. ويشارك في فعاليات الملتقى الفائزون بجائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة وأعضاء اللجنة العلمية للجائزة , وعدد من رؤساء جمعيات الترجمة من المدعوين لحفل تسليم الجائزة. ويناقش الملتقى واقع الترجمة في العالم العربي ودور الجائزة في النهوض بحركة الترجمة من اللغة العربية وإليها. وتتناول فعاليات الملتقى الذي يفتتحه المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامة فيصل بن معمر آليات تشخيص واقع حركة الترجمة ووسائل النهوض بها على المستويين الكمي والكيفي وسبل توحيد جهود المشاريع العربية في ميادين الترجمة وبيان مسؤوليات دور النشر في دعم حركة الترجمة في جميع الدول العربية .. وكيفية تحفيز وتشجيع المترجمين ودعمهم مادياً ومعنوياً بالإضافة إلى بحث الإشكاليات الخاصة بالمصطلحات وكيفية تجاوزها , وآليات اختيار المؤلفات المراد ترجمتها , وبرامج تدريب المترجمين .. والتأسيس لمعايير علمية للترجمة من اللغة العربية وإليها. وتؤكد جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة أن الملتقى الحواري يهدف إلى جانب إلقاء الضوء على دور الجائزة في دفع حركة الترجمة إلى تذليل الصعوبات التي تواجه مشروعات الترجمة من اللغة العربية وإليها وعلى المستويات كافة انطلاقاً من أهمية دور الترجمة في نقل المعرفة والتواصل العلمي والتقني والتفاعل الحضاري بين الأمم والشعوب , حيث إن مجتمع المعرفة بشكل عام في حاجة قصوى إلى النهوض بالترجمة بوصفها مشروع نهضة علمية وتقنية وحضارية أساسها نقل وتبادل المعرفة.