التجوال في طرقات وشوارع النوارية يوحي منذ الوهلة الأولى بتدني المستوى الخدمي وعدم تعهد أطرافه المترامية بالصيانة وتجديد طبقات الأسفلت المتهالكة ومحاولة تضميد جراح الأرصفة التي جرفتها السيول والأمطار. الحديقة العامة هي الأخرى ليست بمنأى عن الخراب حيث لم يتبق سوى أسوارها فقط. نقص الخدمات هاجس يؤرق المواطنين لطالما انتظروا التطوير طويلاً، كيف وقد جفت مصادر المياه التي لم تعد تفي باحتياجات السكان ولا توجد شبكة للمياه في الأساس وكذا شبكة الصرف الصحي مغيبة. لكن إلى متى سؤال يبحث عن اجابة شافية؟! توجهنا في بداية الجولة صوب مقر عمدة الحي الشيخ محمد اللحياني الذي أكد أن الإهمال يضرب بأطنابه في أرجاء واسعة من حي النوارية الذي يشتكي سكانه من جملة مصاعب في مقدمتها ندرة المياه وتعذر الحصول عليها إلا بشق الأنفس في ظل غياب شبكة المياه، وتصدع طبقات الأسفلت وكثرة الحفريات في الشوارع التي بات معظمها غير صالح للعبور أو بمعنى آخر يصعب التحرك فيه بحرية. كما أن أرصفة العديد من الشوارع الداخلية والرئيسية قد عفا عليها الزمن خصوصاً أن مياه السيول والأمطار جرفت جزءاً كبيراً، ومن هذا المنطلق نطالب بإيجاد حلول عاجلة للارتقاء بالخدمات والعمل على تكاملها بشتى الطرق الممكنة وتسخير إمكانات إضافية للنهوض بالجوانب الخدمية. ويشير مصلح صالح وهو من قدامى سكان الحي إلى صعوبة العيش في بيئة يعوزها الماء الذي يعد عصب الحياة؛ وما يتبعه من ركض خلف وايتات المياه ذات الأسعار الملتهبة. وقال إن الحي به أقدم إشارة مرورية تحولت إلى خطر حقيقي بعد أن أصيبت مصابيحها الضوئية بالاضطراب اذ تتابع ألوانها بسرعة فائقة وبالتالي تتسبب في وقوع الكثير من الحوادث المميتة وتحديداً على طريق الهجرة السريع، ومما زاد الطين بلة توسط الإشارة الضوئية أربعة مخططات سكنية يفوق عدد سكانها (40) ألف نسمة بالإضافة إلى وجود محال تجارية تكتظ بالمتسوقين. مطلق نايف أحد سكان الحي اعتبر تدني مستوى الخدمات بمثابة كابوس يطارد سكان الحي ويعكر صفوهم في البحث عن سبل العيش الكريم. ويؤكد أن امتداد الحي وما يشهده من طفرة في مجال العمران يستدعي تعزيز الخدمات وتطويرها من حين لآخر من أجل تكامل الخدمات ومد المخططات الجديدة بالمياه بجانب السفلتة والإنارة وشبكة الصرف الصحي التي لا تزال حلماً بعيد المنال!