عدً الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدكتور عبدالسلام العبادي احتضان المملكة العربية السعودية للمؤتمرات الإسلامية نهج أصيل راسخ في سلوك المملكة وقيادتها الرشيدة في احتضان المؤتمرات ، والندوات العلمية المتميزة والتي تتصدى لأمور المسلمين وشؤونهم كافة . وقال في تصريح له بمناسبة استضافة المملكة لاجتماعات المؤتمر الثامن لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في العالم الإسلامي : إن مسيرة المملكة حفلت بالعديد من الإنجازات الرائدة أن كان ذلك فيما تهتم به وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف و الدعوة والإرشاد وما تهتم به رابطة العالم الإسلامي والمجمع الفقهي الإسلامي التابع لها وما يعقده مجمع الفقه الإسلامي الدولي من دورات وندوات متميزة باستضافة كريمة من المملكة العربية السعودية وقيادتها الفذة . وأضاف قائلاً : إن نهج المملكة العربية السعودية في هذا الشأن يتجلى في مؤتمرات الحوار بين الأديان وشؤون الفتوى وضوابطها والعمل الإسلامي المشترك ومؤتمرات وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في العالم الإسلامي .. وغيرها فكل الشكر والعرفان وعظيم الإشادة والتقدير لهذا النهج الطيب المبارك الذي اثري مسيرة العمل الإسلامي المشترك في مجال التصدي لقضايا الأمة وهمومها وما تواجه من تحديات . ورداً على سؤال حول العنوان الرئيس الذي ينعقد تحته المؤتمر الأمن الفكري ودور وزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في تحقيقه قال الدكتور العبادي إن تحقيق الأمن الفكري على مستوى الأفراد والمجتمع يمثل أمراً حيوياً لابد من العمل على تأمينه بكل الوسائل والطرق الممكنة .. ذلك أن المقصود به هو الإجابة الشافية لكل التساؤلات التي تثور في ذهن الإنسان حول وجوده على هذه الأرض وأبعاد هذا الوجود خلقاً وإيجاد مسؤولية وتبعات ومستقبلاً ومصيراً ، وبحيث تكون الإجابة مقنعة للعقل ومطمئنة للقلب وترتاح إليها النفس وبحيث تكون الحاجات التي يتطلبها الإنسان السوي العاقل حول هذه القضايا وما يتعلق بها ملباة . واستطرد يقول : ويتجلى ذلك بما قدمه الإسلام شريعة الله الخاتمة من معالجات متميزة لكل هذه القضايا ، وهو واضح في الأحكام العقدية في بناء الشريعة الإسلامية من حيث معاني الأيمان وأركانه إجابة للأسئلة حول الخلق والإيجاد والمصير والمستقبل وواضح في الأحكام الخلقية والعلمية “ والفقهية “ في بناء الشريعة الإسلامية إجابة للأسئلة المتعلقة بالتبعات والمسؤوليات وما يجب على الإنسان في هذه الحياة .. ويؤكد ذلك ويوضحه قوله تعالى :(الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) وقوله سبحانه : (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية) كما قال تعالى :(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ، وواضح أن ذلك كله يعني الشريعة الإسلامية بكل أحكامها وبخاصة ما يعرف بالدراسات الإسلامية المعاصرة بنظرة الإسلام للكون والحياة والإنسان . وشدد الدكتور العبادي على أن هذا يُحمل الدعاة والوعاظ والجهات التي يرتبطون بها مسؤولية كبيرة في تبصير المسلمين كافة بذلك بأسلوب مقنع يستخدم كل الوسائل الإعلامية والمعرفية المتاحة ويستفيد من كل الأساليب القادرة على تأمين القناعة العقلية والطمأنينة القلبية ، وقال : إنه لابد أن يسبق ذلك جهود كبيرة في إعداد الدعاة والوعاظ القادرين على القيام بهذه المهمة ، من خلال برامج تعليمهم وتأهيلهم وتدريبهم ، كما أن الأمر يتطلب تكاتف الجهات المسؤولة عن التربية والتوجيه في المجتمع بحيث يلتقي دور المدرسة ، والوسيلة الإعلامية مع دور المسجد ، ودور البيت والأسرة لإعداد الشخصية السوية التي تشعر بالأمن الفكري ، والاطمئنان النفسي وتنطلق لأعمار الأرض وتحقيق واجبات الاستخلاف الإلهي للإنسان في الأرض بكل فاعلية واندفاع وصدق وإخلاص .