شاركت الناقدة الدكتورة فاطمة عبدالله الوهيبي في النشاط المنبري لنادي مكة الثقافي الأدبي، من خلال محاضرة ألقتها مؤخراً بعنوان (الجمال والعنف ..البنى التصورية والطقس القرباني ..قراءة في الفكر والنقد العربي القديم).. وقد رحب الدكتور عبدالله العطاس نائب رذيس مجلس ادارة النادي بداية بالمحاضرة ، ونوه بدورها النقدي والإبداعي مشيراً إلى أنها من رواد الكتابة المسرحية، ومن يكتب هذا اللون لديه ما ليس عند غيره.. ثم تحدثت الدكتورة الوهيبي عن موضوعها مبينة أن الغزل في الشعر العربي القديم كان يتناول الجمال الأنثوي بأسلوب مدمر وقاتل وآسر وكان معجمهم يتحرك في اطار الفتك والسبي والغواية والجذارة والصيد والموت.. ولما للجمال من أثر تدميري في كل مرط في حد الحسن متجاوز ومفارق لأن غايته الواقع الحسي والفتي لا تعليق متعقة الجمال فتغر به ويتعالى العشاقان فوق الواقع ليستنبتا شيئا غير مألوف وتنحاز الفريسة إلى قاتلها فيشعر العاشق باللذة رغم الدمار الذي لحق به من المرأة المحبوبة ..ويتعارض الجمال مع الآمن وتصبح مصطلحات العنف طقساً قربانياً يقدم للحظة الحياة الممتعة ..وكان الشعر كلمة سحرية تخلق وتعيد تكوين العالم من جديد.. هذا وقد شارك عدد من الحاضرين والحاضرات في التعقيب على هذه المحاضرة الذي أدارتها أمل قثامي ومن الجانب الرجالي نبيل خياط الذي أثنى على رؤى وإبداعات المحاضرة. وقد تساءل الدكتور عبدالله حامد عن جانب آخر في الغزل يرتبط بالنماء والازدهار ..ووصف الدكتور عبدالله إبراهيم الزهراني المحاضرة بأنها أدبية نقدية فلسفية ..وكذلك أثنى الزهراني علي الحمو على الربط الموفق بين القراءات التراثية النقدية، والآراء الفكرية الفلسفية المعاصرة.. وأعادت الناقدة نورة القحطاني ارتباط الجمال بالعنف إلى البيئة ، فهو عنف محكوم ومرتبط تبصره وذهبت ثريا ليلاً إلى أمر اخر يرتبط بثقافية الرجل والمرأة.