تقوم مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية حالياً بالتعاون مع الجهات المختصة بمتابعة النشاطات الزلزالية في حرة الشاقة (لونير) عن كثب ، حيث أرسلت المدينة عدداً من المراصد المتحركة بالإضافة إلى عدد من الباحثين الميدانيين للعمل على تلك المراصد ومتابعة الإحداث بالمنطقة على مدار الساعة، حيث فاقت قوة الزلزال الليلة الماضية الخمس درجات ونصف درجة على مقياس ريختر المفتوح . وتقدم المدينة كل الدعم المطلوب للجهات المختصة بالرصد والتبليغ وتخفيف المخاطر، ومن خلال الرصد الحالي للهزات في حرة الشاقة (لونير) فإن هذا النشاط اتسم بزيادة في عدد الهزات وشدتها، ولكن أعماق الزلازل وصفات الموجات المرصودة تدلان على أن عمق الهزات يزيد حالياً عن 2 كم ويصل إلى 8 كيلومترات تحت سطح الأرض. ولله الحمد فإن القرى المحيطة بحرة الشاقة (لونير) تعد بعيدة عن الصهير البركاني الموجود في المنطقة في حال خروجه (لا قدر الله) وليست مبنية على سفوح طينية قد تتأثر مع الهزات. وبينت أن ما يحدث الآن في الحرة ناتج عن أسباب طبيعية فهي تحدث بسبب حركة الصهير تحت الأرض والنشاطات البركانية حيث أن الحرارة والضغط قد يؤثران على الصهير ويحركانه إلى مناطق ذات ضغط أقل بسطح الأرض من خلال الضعف الموجود بالقشرة الأرضية التي تعلوه، حيث يؤدي ذلك في أغلب الأحيان إلى هزات أرضية تتراوح بين المؤثرة والمحسوسة وغير المحسوسة، وعادة على شكل سرب زلزالية (مئات الهزات) يمكن تسجيلها بواسطة محطات الرصد الزلزالي، قد تستمر وتزيد قوتها إلى أن يظهر الصهير على سطح الأرض، بعد ذلك تخف حدتها أو يتوقف الصهير بسبب صلابة الطبقات العليا مثلاً ومن ثم يخمد النشاط إلى حين آخر. ومن رحمة الله تعالى أن تغير صفات هذه الهزات تكون بمثابة إشعار بحركة الصهير واقترابه من سطح الأرض فمن خلال الرصد الزلزالي يستطيع الباحثون مراقبة تحرك الصهير عن طريق رسم بؤر الزلازل (عمقها وموقعها) وتمكنهم من التنبؤ بقرب خروج الصهير أو بعده، إضافة إلى معرفة حجم الصهير وبعض صفات تكوينه بشكل عام. يذكر أن المدينة ومنذ النشاط الذي حدث عام 2007م قامت بدعم العديد من الدراسات منها على سبيل المثال دراسة مستفيضة لمنطقة لونير لرصد النشاط الزلزالي وحرارة الأرض والغازات المنبعثة وعمل تحاليل جيوكيميائية للطفوح التاريخية والتي هدفت الى فهم التبركن في المنطقة وعلاقته بمراكز التمدد في البحر الأحمر، بالإضافة إلى تطوير استراتيجيات تهدف إلى التخفيف من المخاطر الجيولوجية و ذلك بغرض التقليل من الخسائر الاقتصادية و البشرية ، وكذلك التخطيط الأمثل للأراضي . كما دعمت أيضا دراسة جيوتقنية بغرض تصميم المباني المقاوم للزلزال في المملكة والتي هدفت إلى إجراء التمنطق الزلزالي الدقيق لمواقع محددة في مدن مختارة بالمملكة ، وغيرها من الدراسات الخاصة بهذا المجال . كما تقوم حالياً بالتنسيق مع هيئة المساحة الجيولوجية السعودية وجامعة الملك سعود لزيادة عدد محطات الرصد الزلزالي إلى أكثر من 25 محطة منها 20 متحركة وقابلة للنقل لمراقبة النشاط في الحرة وتحديد أعماق الهزات بشكل أدق.