أتحدث اليوم عن السيرة النبوية وأهمية ربط الناشئة والشباب بهذه السيرة وذلك للاستفادة منها والأخذ بعبرها لتكون نبراساً لأبنائنا يضيء لهم طريق الخلق والقول والعمل والتعامل السوي ، لأنه صلى الله عليه وسلم كان قدوة في كل شيء ، قدوة في تعامله مع أهله ومع جيرانه وأصحابه وعموم المسلمين صغيرهم وكبيرهم، ونلقي الضوء على جوانب الرحمة التي وضعها الله سبحانه وتعالى في قلبه حتى يعلموا أنه رحمة للعالمين وليس للمسلمين فقط، فهذا النبي صلى الله عليه وسلم كله رحمة ..حياته رحمة ..وبعثته رحمة ورسالته رحمة ..وأنه صلى الله عليه وسلم رحمة أهداها الله عز وجل لجميع خلقه من الإنس والجن والدواب ، وجميع الناس من العرب وغير العرب ، وليس هناك في الأنبياء من وصل إلى هذه المكانة ، لأنه ختم به رسالات السماء إلى الأرض ، وجعله رحمة للبشرية جمعاء ، حتى للكفار والمعاندين بل وقد تجاوزت رحمته بني آدم إلى جميع ما في الأرض من الحيوان فكان صلى الله عليه وسلم أعظم من دعا إلى الرفق بالحيوان وأمر به ، ونهى عن تعذيب الدابة والطير والنمل وجعل في كل ذات كبد رطبة أجرا، ونهى عن ضرب الوجه والخد والعين ووجوب الاحسان إلى الحيوان ، فقال صلى الله عليه وسلم : (ان الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه ) وقال صلى الله عليه وسلم : (ان الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطى على العنف) ولقد أخبر صلى الله عليه وسلم الصحابة بخطورة ظلم الحيوان فقال: (دخلت امرأة النار في هرة ربطتها ، فلا هي اطعمتها ، ولا هي ارسلتها تأكل من خشاش الأرض). بل وعلمهم ان الله بعزته وجلاله يحب العبد الذي يحسن إلى هذه الحيوانات الضعيفة ويغفر له ذنوبه لرحمته بها وحسن معاملته فقال: (ان امرأة بغيا رأت كلبا في يوم حار يطيف ببئر فنزعت له فسقته فغفر لها ) ولما سئل صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله وإن لنا في البهائم اجرا؟ قال: (في كل ذات كبد رطبة أجر). ونهى عن العبث بالطيور وفراخها، ونهى عن ترويعها، وأن يتخذ الطائر غرضا يرمى بالسهام ولو كان لتعليم الرماية، والأحاديث في الرفق بالحيوان والنهي عن تعذيبه أو تجويعه أو ترويعه واتعابه بالعمل الكثير كثيرة جداً. وللحديث بقية ان شاء الله ،،