أكد أمين محافظة جدة المهندس عادل بن محمد فقيه أنه في ظل التطور السريع الذي يشهده تشييد المباني السكنية والتجارية والإدارية والمنشآت الأخرى من أنفاق وجسور وغيرها ، ونظرا للعديد من الأخطاء التي قد تحدث سواء في مراحل التصميم أو أثناء التنفيذ أو نتيجة لسوء الاستخدام والصيانة، أصبحت هذه المنشآت أكثر عرضه وربما عقب فترة وجيزة من تنفيذها إلى تشققات وتصدعات وقد يصل الأمر إلى انهيار بعضها كليا أو جزئيا، ومن هنا فالحاجة ماسة إلى الدورات التدريبية المتخصصة لإلقاء الضوء على الأسباب المباشرة وغير المباشرة لتصدعات الخرسانة. وأشار في كلمة له ألقاها نيابة عنه صباح أمس وكيله للتعمير والمشاريع المهندس إبراهيم كتبخانة في افتتاح فعاليات البرنامج التدريبي لتقييم سلامة المنشآت الخرسانية والمتصدعة والآيلة للسقوط - والذي ينعقد بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي بأبرق الرغامة وتنظمه وزارة الشؤون البلدية والقروية تحت رعاية أمانة جدة - بمشاركة 11 جهة حكومية من منطقة مكةالمكرمة أن ما يزيد من أهمية هذه الدورة أنها ستناقش العديد من المحاور والنقاط الهامة التي تستهدف تأهيل المهندسين المدنيين للكشف على المباني والمنشآت الخرسانية ، وتقويم حالتها الإنشائية وإصلاحها، وذلك بتعريفهم بأبرز العيوب والمشكلات، والتدهور الذي قد يظهر على الخرسانة في المراحل والأعمار والاستخدامات المختلفة وأسبابها. وأضاف أن مثل هذه الفعاليات تساعد هؤلاء المهندسين جديا على التوصل إلى التشخيص الصحيح للحالات المختلفة في هذا الشأن، والاستفادة من الخيارات المتوفرة لاتخاذ القرار السليم، خاصة أنه من المقرر أن يتم عرض حالات وتجارب واقعية للمباني والمنشآت المتضررة، وإطلاع المشاركين على أمثلة حية على الطبيعة، مع الاستفادة المباشرة أيضا من نتائج الخبرات العلمية والعملية لنخبة من المحاضرين على رأسهم معالي الدكتور حبيب زين العابدين إلى جانب عدد من الخبراء من الوزارة وهيئة التعاون الفني الألمانية (GTZ). ومن جانبه أوضح الدكتور حبيب زين العابدين - وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية ورئيس الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية - أن الحكم على سلامة المباني فن يعتمد على الموهبة والمهارة والخبرة والتأهيل، مشيرا إلى أنه ليس بالضرورة أن يكون كل مهندس أو مكتب مؤهلا لهذه المهمة التي تحتاج إلى الخبرة والجرأة على اتخاذ القرار السليم في الوقت المناسب. وقال في محاضرته - التي ألقاها نيابة عنه الدكتور مجدي خليفة - إن فقدان هذه القدرات يؤدي غالباً إلى تعطيل اتخاذ القرار وذلك بالتهرب من المسئولية، وعمل تقارير غير حاسمة، واختيار أصعب الفحوصات ، وتوقع أسوأ الاحتمالات، بالإضافة إلى اتخاذ قرار غير اقتصادي بهدم المنشأ دون مبرر، واللجوء إلى حلول باهظة التكاليف، فضلا عن الحكم على سلامة المبنى بغير علم أو بحلول تنجم عنها زيادة الخطورة.