دخلت مجلة الدارة العلمية المحكمة التي تصدرها دارة الملك عبدالعزيز عامها الخامس والثلاثين حيث صدر العدد الفصلي الأول الجديد من المجلة من العام الحالي 1430ه . واستهل العدد بافتتاحية لمعالي الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز رئيس تحرير مجلة الدارة الدكتور فهد بن عبدالله السماري وأكد فيها استمرار المجلة في منهج التطوير والتجديد التي خطته ووعدت بالالتزام به في أبوابها وطريقة نشرها وسبل الوصول إلى عدد أكبر من الجمهور ذوي الاهتمام. وعن تطور المجلة وأهميتها في مجال التعليق والتعقيب وخدمة الحراك العلمي قال الدكتور السماري: لقد شهدت الدارة في بعض سنواتها ازدهاراً واضحاً في مجال التعليق والتعقيب وأسهمت تلك التعليقات والتعقيبات برصانتها العلمية ومكانة كاتبيها في الرفع من مستوى الطرح في المجلة وجذبها لعدد أكبر من المهتمين والمتابعين . وجدد رئيس التحرير بهذه المناسبة دعوة المجلة للباحثين والكتاب للمشاركة في تقديم الأفضل للقراء والمساهمة بآرائهم وتعليقاتهم على مواد المجلة المنشورة لإثراء دورها العلمي. وضم العدد أربعة بحوث مركزة في التاريخ والأدب واللغة وبحث خامس مترجم للأستاذ الدكتور كاي أورنبري أستاذ الدراسات العربية والإسلامية في معهد الدراسات العربية والإسلامية في جامعة هلسنكي بفلندا إضافة للأبواب الثابتة التي اعتاد عليها القارئ. وتضمن العدد دراسة نقدية وبحثية للأستاذة في قسم اللغة العربية بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الدكتورة لطيفة بنت عبدالعزيز المخضوب في “ الشكوى والضراعة إلى الله من الألم الجسدي والنفسي عند شعراء سعوديين “ حيث استشهدت بأبيات وقصائد من إنتاج عدد من شعراء سعوديين كبار خلال الفترة من 1370 إلى 1400ه واستجلت مواطن الشكوى والانقباض والضراعة والدعاء لله عز وجل في تلك النتاج مشيرة إلى أن ذلك الشعر لايمكن إدراجه تحت منهج أدبي أو شعري بل يعود إلى كون الشاعر مسلم يؤمن بأن الله بيده الضر والنفع ما يدل أيضاً على أن الشعر ليس ممارسة عبثية بل هو عمل يستظهر بواطن النفس البشرية ويعيدها إلى صوابها كما تطرقت الباحثة إلى الاقتباس من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف الذي ظهر في شعر هؤلاء الشعراء محل البحث تأكيداً على رأيها في مسألة الشكوى والضراعة الشعرية. وتطرق الأستاذ محمد بن عبد الرزاق القشعمي من مكتبة الملك فهد الوطنية في البحث الذي نشرته مجلة الدارة في عددها الأول من العام الجديد إلى “ معتمدو الملك عبدالعزيز ووكلاؤه في الخارج “ حيث ذكر من كانوا يمثلون الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ملك المملكة العربية السعودية في بعض الدول العربية والأجنبية قبل نشأة وزارة الخارجية وعددهم ستة معتمدين وكانوا من التجار السعوديين الذين أقاموا مدداً طويلة في تلك البلدان واشتهروا بالأمانة والنزاهة الأخلاق وصدق القول والعمل وأورد الأستاذ القشعمي ترجمة لحياة تلك الشخصيات المهمة من حيث النسب والنشأة والصفات والأبناء وأضاء لبعض أدوارهم في بعض القضايا التي تخص الدولة السعودية الحديثة .