تسعى كل من تركيا وأرمينيا لوضع خطة لتطبيع العلاقات بين البلدين جاء ذلك في بيانين منفصلين صدرا عن وزارتي خارجية البلدين برعاية سويسرية ، وذكرت انقرة ان الخطة تستهدف تبادل السفراء بين البلدين اللذين ظل العداء بينهما لأكثر من أربعة وتسعين عاماً. يتهم الأرمن الدولة العثمانية بارتكاب تصفيات عرقية ضدهم عام 1915م بينما تصر تركيا بأن ما حدث هو دفاع تركيا عن نفسها ضد انحياز الأرمن إلى جانب الدول التي اعلنت الحرب على الدولة العثمانية وكان لزاماً على الأتراك أن يدافعوا عن بلادهم ضد الحرب التي شنتها كل من روسيا والمانيا واليونان على تركيا وشارك فيها الأرمن فالمعركة كانت في ميادين الحرب وليست معركة موجهة ضد الأرمن كما يدعون. ورغم ذلك تحاول تركيا الحديثة التعبير عن حسن نواياها تجاه أرمينيا ، وذلك من خلال قيام الرئيس التركي (عبدالله جول) بزيارة ارمينيا في سبتمبر العام الماضي حيث حضر مباراة في كرة القدم بين البلدين ووجه دعوة إلى رئيس أرمينيا لزيارة تركيا لحضور مباراة الاياب في تركيا في أكتوبر المقبل. وفي سياق العلاقات التركية الأرمنية فوجئت انقرة أن الرئيس الأمريكي (باراك أوباما) يعتزم تضمين خطابه السنوي الذي سوف يلقيه يوم 24 أبريل الجاري الحديث عن ما يصفه بالمجازر التي ارتكبتها الدولة العثمانية ضد الأرمن لكن الرئيس الأمريكي وعد خلال زيارته مؤخراً لتركيا بتأجيل الحديث عن الموضوع كما يقول إنه ملتزم بذلك لناخبيه الأرمن حتى يفسح المجال للاتصالات التركية الأرمنية، وقد استاء الأتراك من موقف الرئيس الأمريكي واعتبروه موقفاً غير ودي تجاه بلادهم التي هي حليف استراتيجي للغرب من خلال عضويتها في حلف شمالي الاطلسي ومن خلال التضحيات والمساندة التي قدمها الأتراك للغرب إبان الحرب العالمية الثانية وتكون النتيجة التنكر للموقف التركي.