نظمت الندوة العالمية للشباب الإسلامي قافلة طبية دعوية بدولة مالي في قرية ( بانا كورو) بإقليم (سيقو) الذي يبعد عن العاصمة بماكو بحوالي 240كم، في الفترة من 1/4 إلى 1/5 /2009م وبلغ عدد الكشوف بها (500) كشفاً من أهالي القرية و10 قرى مجاورة، تضمنت القافلة فريق عمل مكون من (4) من دعاة الندوة، منهم داعية الندوة في (سيقو) و(3) أطباء محليين و5 من شباب سيقو متطوعين، تهدف القافلة إلى التركيز على القرى المسلمة البعيدة عن العاصمة وتلمس أحوال الشباب المسلم بها، وتوفير بعض الخدمات الصحية الضرورية لأهالي القرى المستهدفة مثل الكشف الطبي وتوزع الملابس، والقرآن الكريم، والكتب بالعربية والفرنسية. ومن ثم التعاون مع ممثلين حكوميين في تلك المناطق لتعميق التواصل، والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وتوصيل مفاهيم الإسلام السمحة لأهالي تلك القرى البعيدة، وتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة عن الإسلام في أذهانهم. وأوضح فتحي عيد مدير مكتب الندوة في مالي بأن القرية على بعد (30) كم من مدينة سيقو. وعدد سكانها (1500) نسمة تقريبا ،ونسبة المسلمين بها أكثر من 95 % ، وحرفة أهل القرية الرئيسة الزراعة أما التعليم فلا توجد بها مدارس وإنما محاضر بدائية لتحفيظ القرآن وتعلم الفقه، كما لا توجد بها كهرباء، والاعتماد الأساسي في الماء على مياه الآبار، وبها مسجد قديم متآكل البنية، ويحتاج إلى الخرسانة المسلحة والفرش المناسبة، وتنتشر كثير من الأمراض بهذه القرية ومن أهمها الملاريا وضغط الدم للكبار وفقر الدم للأطفال. ويضيف: إن القافلة شهدت تجمعاً كبيراً وإقبالاً شديداً من أهالي القرية التي تجمعوا حولها ليستفيدوا من خدماتها رجالاً وشيوخاً ونساءً وأطفالاً، واستمر الكشف طيلة اليوم، وقام الفريق الطبي بجهدٍ كبير مما تؤكده استشعارات المرضى والمصابين، فهذه إحدى النساء تقول: لأول مرة نقوم بالكشف الطبي ، ولا نعرف، أمراضنا التي نعاني منها، وهذا أحد الشيوخ يسأل عن معنى ضغط الدم وما الذي يفيد في علاجه حيث أن معظم الشيوخ يعاني من هذا المرض. وأضاف: أنه تم إعداد برنامج دعوي عل عدة محاور، الأول: الدعوي وتضمن الخواطر والدروس والمحاضرات وتوزيع قرآن والمطويات والملابس والهدايا والحلوى كما أقيمت بعض الدروس والمحاضرات عن الوضوء والصلاة ودروس في السيرة النبوية، وفضل الأذكار، وسماحة الإسلام، والنظافة في الإسلام، وتفسير قصار السور، والإسلام دين جميع الأنبياء، وأهمية المسجد في الإسلام، والمرأة المسلمة، والأخوة الإسلامية. وحينما حضر فريق القافلة للقرية والتقوا بشيخها وإمام مسجدها كاد الجميع يطير من الفرح لقدوم القافلة وعبروا عن مدى سعادتهم ودعوا للمتبرعين العرب والمسلمين، وناشدوا مكتب الندوة لبناء مسجد ومدرسة ومستوصف ودعاة يعلمونهم الإسلام، وقام مكتب الندوة بتوزيع الهدايا من الحلوى والملابس على أطفال ونساء القرية. وبعد انتهاء عمل القافلة في قرية (بانا كورو) بإقليم سيقو اتجهت القافلة إلى مدينة (تيون) بمنطقة (تومنيه) والتي تبعد عن إقليم (سيقو) بحوالي 150 كم وتعاني من الفقر وانتشار الأمراض، حيث تم الكشف على (600) شخصاً، ممن جاؤوا للعلاج وكان من بينهم نصارى وأكثرهم من المسلمين، ومما يذكره مدير مكتب الندوة: أن المسلمين الذين جاؤا للكشف لا يعرفون شيئاً عن الإسلام، فقد سألت بعضهم عن أشياء بسيطة في الإسلام فوجدتهم لا يعرفون شيئاً سألتهم عن عدد أولاد النبي وما هي أسماؤهم فلم يجب أحد، وسألت أحدهم: ماذا تقول في الركوع فقال الله أكبر، وفي ضوء ذلك شرع دعاة الندوة يعلمونهم مبادىء الإسلام وكيفية الوضوء والصلاة وبعض المعلومات الدينية، كما وزعت بعض الملابس على الأطفال والحجاب على النساء. وأشار: إلى أن مدينة (تومنيه) هي إحدى مدن مالي التي يبلغ عدد سكانها حسب تقرير 2004 إلى حوالي (3119) نسمة ونسبة المسلمين بها ضعيفة جداً حيث تصل إلى 15% ونسبة المسيحيين 80% والوثنيين 5% فالأغلبية فيها مسيحية، وسكانها الأصليون هم قبائل البوبو وقبائل الدافين وفيهم مسلمين وهي منطقة مستهدفة من التنصير الذي بنى بها 3 كنائس كبيرة تمثل المذاهب الثلاثة المعروفة في النصرانية، ومدرسة خاصة تضم مرحلتي الحضانة والإبتدائي ، ويدرس بها أبناء المسلمين الفقراء، كما لهم بها إذاعتان ، (إذاعة بارانا، وإذاعة باريس) ولا يسمح لغير النصارى بالتحدث فيها.