موقف المملكة من القضية الفلسطينية وعملية السلام بصفة عامة موقف محوري ورئيسي بل هي التي وظفت كل وقتها لخدمة السلام ولإنهاء الصراع الذي طال أمده في المنطقة ومن هذا المنطلق هي لا تشجع المبادرات الهادفة إلى انهاء الصراع بل تبادر من نفسها إلى طرح المبادرات والمبادرة العربية للسلام تشهد على هذا الاهتمام السعودي بإرساء سلام عادل وشامل في المنطقة سلام يعيد كافة الحقوق إلى أهلها ويضمن سلام الجميع من خلال تطبيع كامل للعلاقات تطبيع يقابل استعادة الحقوق والعودة إلى حدود الرابع من يونيو،ومن منطلق هذا الاهتمام الذي تبديه المملكة بالسلام كانت زيارة المبعوث الأمريكي للمنطقة ضرورية ومهمة للمملكة خاصة وأن الولاياتالمتحدة تبدي حالياً اهتماماً خاصاً بالمبادرة العربية للسلام وتدرس امكانية جعلها أساساً لمبادرة أمريكية شاملة للسلام في المنطقة. وفي لقاء الأمس بحث خادم الحرمين الشريفين مع المبعوث الأمريكي جورج ميتشيل مستجدات القضية الفلسطينية وعملية السلام في المنطقة ، ومن واقع ما صرح به المبعوث الأمريكي خلال زيارته الحالية للمنطقة تلمس إصراراً أمريكيا على حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي يقوم على فكرة الدولتين ، وهو اصرار يقابله في الوقت نفسه رفض اسرائيلي لهذه الفكرة بل وطرح اسرائيل يصادم كل الجهود التي تبذل من أجل السلام إذ إن إسرائيل اقترحت اعترافاً بالدولة اليهودية قبل مناقشة فكرة الدولتين وهذا اقتراح الغرض منه تعويم عملية السلام. المهم أن المبعوث الأمريكي في زيارته هذه قد وقف على موفق المملكة وهو موقف معلن أن اسرائيل بسياستها هذه لا تخدم السلام .وهذا يتطلب من المجتمع الدولي والولاياتالمتحدة على وجه الخصوص ممارسة المزيد من الضغوط على إسرائيل حتى تستجيب لخيارات السلام ، وما أعرب عنه المبعوث الأمريكي يتطلب تحركاً أمريكياً جاداً لجعل هذا السلام واقعاً ملموساً ومعاشاً.