تحولت زيارة 40 عُمدة من عُمد أحياء العاصمة المقدسة إلى مقر لجنة إصلاح ذات البين بمنطقة مكةالمكرمة أمس إلى حوار مفتوح تبادل فيها العُمد والمسئولون في اللجنة جملة من الأفكار التي مثلت مساحة مشتركة من مسئولية إصلاح ذات البين ومكاتب عُمد الأحياء. والتقى عُمد أحياء مكةالمكرمة خلال الزيارة الدكتور الشيخ علي بن بخيت الزهراني نائب الرئيس التنفيذي للجنة وفضيلة مدير فرع اللجنة بالعاصمة المقدسة الدكتور عبدالرحمن الخريصي وعدد من أعضاء اللجنة وقال الدكتور الزهراني إن هذا اللقاء يهدف الى زيادة التواصل المثمر بين اللجنة والجهات ذات العلاقة في المجتمع, مشيراً الى ان اللجنة تسعى إلى دعم اللحمة الاجتماعية لبناء مجتمع متماسك يستمد قوته من التزامه بالنهج الإسلامي القويم, ومثله الرفيعة, تسوده روح المحبة والمودة, وتشيع بين أفراده قيم العفو والتسامح والسعي في حل النزاعات, والصلح في الخصومات وبذل النصح والمشورة, وتقديم العون والمساعدة في ظل رعاية وتوجيهات قادة وولاة الأمر في هذا البلد الكريم وأضاف: إن اللجنة تشهد نقلة كبيرة في تطور خدماتها بتوجيه مباشر ودعم ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير المنطقة ورئيس مجلس إدارة اللجنة. وقال إن لجنة إصلاح ذات البين تهدف إلى العمل على إعادة الأمل في الحياة لليائسين الذين ينتظرون الموت, ويترقبون سيف القصاص, قال تعالى: ?ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا? وكذلك في الصلح في الخصومات الأسرية والزوجية, وحل النزاعات الاجتماعية والخلافات المالية, بما يعيد وصل حبال المحبة, قال تعالى: (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرًا عظيمًا). وأبان الزهراني أن اللجنة وفقت في إنقاذ 145رقبة من سيف القصاص وحلت أكثر من 9000قضية خلافية بالصلح. وعقب مشاهدة الفيلم الوثائقي عن اللجنة كانت جملة من المداخلات لعدد من العمد حيث أكد عمدة حي الهجلة محمود بيطار أن لجنة إصلاح ذات البين صورة مضيئة للعمل الخيري المؤسسي في مجال يعتبر من المجالات المهمة التي يحتاجها الوطن لحماية اللحمة الاجتماعية من عوامل الفرقة وقال: إنه ينبغي على عُمد الأحياء من الآن بذل كل ما في وسعهم لتتويج الجهود الرائعة التي يبذلها أعضاء اللجنة لتحقيق الصلح بين الناس. وألمح عمدة حي العزيزية الشمالية حسن زايد الحارثي إلى أهمية اللقاء وقال إنه عمل مثمر وبناء تعاون اللجنة مع العمدة الذي يعتبر نافذة مهمة يتم من خلالها الوصول إلى أطراف القضايا المطلوب حضورهم أو لاستقبال الأطراف المتنازعة ونتمنى أن تقوم اللجنة بإشراك العُمد في جلسات العفو والصلح. وطرح ظافر البيشي عمدة حي الجميزة فكرة مساعدة اللجنة للعمدة في قضايا النزاع التي قد تحدث بين سكان الحي خاصة وأن أعضاء اللجنة من أصحاب الفضيلة يملكون تجربة كبيرة وتمكنًا شرعيًّا يسهم في حل النزاعات مطالبًا بأن تتدخل اللجنة في صياغة محاضر الصلح التي تعقد في مكاتب العمد صياغة شرعية بما لا يؤثر على حقوق طرفي القضية وسعيًا وراء تحقيق الأمانة والعدالة. وأثار عمدة بطحاء قريش إبراهيم شرقاوي فكرة مقترح مطروح على طاولة اللجنة يتمثل في عقد دورات تدريبية لمدة يومين لعُمد الأحياء عن فنون الإصلاح بين الناس والقواعد الشرعية في ذلك. عمدة حي المنصور فوزي الهاشمي طالب بتخصيص منسق بين اللجنة وعُمد الأحياء بهدف تحقيق التواصل بين مكتب العمدة واللجنة. الدكتور علي بن بخيت الزهراني قال في مجمل رده على مداخلات العمد أن اللجنة تواجه كمًّا كبيرًا من القضايا التي ترد إليها لدرجة أن بعض الأعضاء ينظر أكثر من 60 قضية وهو ما يشغلهم عن بقية الآمال الأخرى مثل التواصل مع العمد وغيرهم ممن يحسن أن يكون لهم حضور فاعل في اللجنة, مشيرًا إلى أن اللجنة تقوم باستدعاء أطراف القضايا بطرق ودية ومرحبًا بإشراك العُمد في دائرة الصلح في بعض القضايا في حالة رغبة أصحابها في دخول أطراف خارجية من غير اللجنة. ورحب الدكتور الزهراني بخدمة مكاتب العمد في صياغة محاضر الصلح للقضايا التي يتدخلون فيها وقال إننا سنعمل على صياغة آلية تتيح للعمدة الاستفادة من اللجنة في تدوين محاضر الصلح ومراجعتها من قبل اللجنة مؤكدًا على أن اللجنة ستعمل من الآن بإذن الله تعالى على تنظيم دورات تدريبية للعمد داخل أروقتها لتدريبهم على فنون الإصلاح بين الناس وطرق تحرير محاضر الصلح. كما توجه الجميع بوافر الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس مجلس الإدارة على اهتمامه بهذا العمل الاجتماعي الكبير ودعمه له والحرص على الارتقاء بأدائه.