رغم التوقعات الكبيرة بعدم حضور الرئيس السوداني عمر البشير لقمة الدوحة إلا أنه حضر بالأمس ليشارك في أعمال القمة التي ستنطلق اليوم، وجاءت هذه المشاركة من البشير لتضع حداً للتكهنات الرائجة داخل الشارع السوداني وخارجه ، كما أنها جاءت في أعقاب زيارات خارجية قام بها البشير لكل من أريتريا ومصر وليبيا في تحد واضح لمدعي المحكمة الجنائية الذي قال إن البشير سيتم اعتقاله فور مغادرته السودان كما أن الزيارة جاءت لتحمل اشارة سياسية ان قرار الجنائية لا معنى له فكم من قرار دولي صدر ولم يؤثر في مسيرة النهضة ومسيرة الحكم في السودان غير أن زيارة البشير تعكس رغبة جادة في أن يكون للقمة العربية موقف واضح من قرار المحكمة الجنائية موقف لا لبس فيه وأن يكون هذا الموقف في حد ذاته رسالة أخرى للمحكمة وللمجتمع الدولي بأن هذا القرار مرفوض لأنه قرار مسيس ومن شأنه أن يزعزع أكثر الاستقرار في السودان. وقد كان لممثل السودان في الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة موقف أكثر وضوحاً إذ لايريد ربط الموقف العربي بأي التزامات أخرى أي أن الحديث عن السلام في دارفور يجب أن يكون منفصلاً عن الموقف العربي بشأن رفض قرار الجنائية وهذا لا يعني أن السودان يمانع في دور عربي للسلام في دارفور ولكنه يريد موقفاً قوياً في رفض قرار الجنائية ، حتى ولو كان من خلال قمة عربية طارئة تعقد في الخرطوم وسيكون الرئيس أقدر على تبيين الموقف الرسمي للسودان من خلال مشاركته في القمة، خاصة وأن السودان يطمح إلى سند عربي من خلال موقف قوي تتلاشى معه اتهامات أوكامبو ..الذي يبدو أن موقفه أصبح ضعيفاً بعد أن توسعت دائرة الرفض العربي والأفريقي والتي وصلت إلى تلويح افريقيا بالانسحاب من المحكمة الجنائية.