كثر الحديث عن تطوير مدينتنا المقدسة مكةالمكرمة واخذت الجهات المختصة قرابة عشرة أعوام من التخطيط والدراسة والتأمل ولم نر شيئاً يذكر على أرض الواقع سوى بعض المشاريع المتفرقة غير المتجانسة وتصريحات متضاربة من بعض المسؤولين حتى أصبح المواطن العادي والمستثمر في حيرة من أمره .. وأصبح لزاماً على الجهات المختصة ايضاح الرؤية المستقبلية للمدينة المقدسة موضحاً فيها مواقع ومسارات المشاريع المعتمدة وكذلك النطاق العمراني للمدينة وانظمة البناء الجديدة لكي يتمكن المستثمر من تنفيذ خطط وبرامج التطوير المطلوبة وأصبح من المهم انشاء شركة اعمار مكة (شركة مساهمة عامة) على غرار شركة اعمار دبي تعطي حق امتياز نزع الملكيات وتعويض الملاك بنفس الاجراءات المتبعة حكومياً ودفع التعويضات الفورية لاصحابها حسب تقديرات اللجنة الرسمية ، تشترك في تأسيسها صناديق الاستثمار الحكومية المختلفة والمواطنون الراغبون في الاستثمار والبنك الإسلامي للتنمية برأس مال قدره (100) مليار ريال سعودي ويمكن اسناد مهمة التمويل المالي لبنك الانماء الجديد وتقوم بمقتضاها الشركة بنزع ملكية الشرائح المعدة للتطوير ومن ثم تخطيطها وتوفير الخدمات العامة اللازمة لها من كهرباء وماء وصرف صحي وهاتف وحدائق وأسواق وشوارع وميادين ومتنزهات وتخصص قطع أراضٍ للبناء يتم اعداد شروط ومواصفات مسبقة لها ويتم الإعلان عن بيعها بالمزاد العلني على الراغب في الشراء من المواطنين من كافة مناطق المملكة شريطة التزام المشتري بقوانين واشتراطات البناء المعدة سلفاً ويعطى المشتري فرصة خمس سنوات للتنفيذ حتى نضمن عدم قيامه بتخزين تلك الاملاك (كمدخر استثماري له) ولكي لا تبقى تلك المواقع خالية من البناء ويظل النقص في خدماتها ماثلاً حيث إن أساس التطوير قد قام على مبدأ توفير المساكن للمقيمين والحجاج والمعتمرين والزوار وتوفير الخدمات العامة الراقية لهم ، ان ترك الأمر على ما هو عليه أمر في غاية الخطورة حيث تتزايد اعداد المتخلفين وتزداد حاجتهم إلى المساكن العشوائية التي أصبحت تملأ الجبال من جميع الاتجاهات وأصبح الوضع لا يحتمل أمنياً أو صحياً . وان المعوقات الشرعية حاليا تحتاج إلى دراسة سريعة من مجلس القضاء الأعلى وهيئة الافتاء لاصدار فتوى شرعية بجواز نزع تلك الاملاك من قبل الدولة ممثلة في تلك الشركة المزمع إنشاؤها لاعادة تخطيطها وتطويرها لكي نحمي بلادنا من تلك الفئات المتخلفة ونوفر السكن الملائم للمقيم وللحاج والمعتمر الذي قدم إلى بلادنا لغرض أداء فريضته ، الأمر الذي يحتم علينا النظر إلى هذا الموضوع من منطلق المصلحة العامة التي بها تتحقق مصالح البلاد والعباد وفقه الواقع ودرء المفاسد العظيمة الحاصلة من تلك العشوائيات يتطلب النظر في الأمر شرعاً بصورة عاجلة ويتطلب تدخل الدولة مباشرة لتحقيق تلك الأهداف المرجوة لاقدس بقاع الأرض مكةالمكرمة شرفها الله .. والمفروض ان لا ننظر لاعتراضات بعض المغرضين المستفيدين من هذه الحالة والذين لا يقدرون أهمية هذا العمل المطلوب فنحن على اعتاب انفجار سكاني عالمي سيضاعف من خلاله اعداد المسلمين في كافة ارجاء المعمورة وتزداد بذلك الاعداد الراغبة في أداء فريضة الحج أو العمرة واذا لم نكن على استعداد مسبق لهذا الأمر سنكون في وضع حرج للغاية وهذا ما لا نقبله على بلادنا الغالية وكون ان الدولة اعزها الله شريكة ومهيمنة على إدارة تلك الشركة المرجوه سيعزز الثقة في اجراءاتها ويطمئن الملاك والمستثمرين والسكان على نتائج أعمالها وأهدافها وسيتعاون الجميع لانجاح تلك المهمة وعند انشاء شركة اعمار مكة ستتحقق بإذن الله أمور كثيرة أهمها:- 1- سرعة نزع الاملاك بقوة القانون (الدولة). 2- ضمان تخطيط الأراضي على أحدث طراز وتنفيذ ذلك على الطبيعة. 3- ضمان بناء تلك المنطقة حسب ما خطط لها. 4- توفير احتياجات المدينة من المساكن لمختلف الاغراض الأمر الذي يعزز المعروض منها بما يكفي تلك الاعداد المتزايدة من المقيمين والحجاج والمعتمرين. 5- توفير الخدمات العامة لها ماء - كهرباء - هاتف - صرف صحي - غاز - حدائق - أسواق ..... الخ. 6- توفير فرص العمل للشباب السعودي في تلك الأعمال الجديدة. 7- تحقيق عائد استثماري للشركة القائمة على هذا المشروع من بيع تلك القطع المطورة وتوزيع ارباح على المساهمين فيها. 8- عدم احتكار الأرض والمشاريع لفئة أو جهة بعينها حيث سيتم بيع تلك القطع على المواطنين القادرين بصورة متكافئة دون أي تمييز أو تفضيل (بالمزاد العلني) وبذلك تتحقق العدالة المطلوبة. 9- حل مشاكل العشوائيات بأسرع وقت وبأقل جهد وبأفضل طريقة مما يعود على المدينة المقدسة بكثير من الفوائد خاصة الناحية الأمنية والصحية والبيئية. 10- استثمار أموال المواطنين والبنوك في أطهر بقاع الأرض بعوائد جيدة وتحقيق مقولة (استثمر في وطنك) بتوفير تلك الفرص الجيدة والمضمونة حكومياً للجميع. هذه الأفكار تحتاج إلى من يتبناها ويحولها إلى حقيقة. وأعتقد أن الوقت الحاضر هو انسب وأفضل وقت لاستثمار أموال تلك الصناديق السيادية وأموال المواطنين في تطوير وتعمير أفضل بقاع الأرض التي يتمنى كل مسلم ان تكون أجمل وأفضل بقعة على وجه الأرض وانني متأكد أن إنشاء شركة اعمار مكة سيكون له اثر عظيم وصدى ايجابي كبير على المستوى المحلي والعالمي ويفرح العالم الإسلامي باكمله. وسيحقق نقلة حضارية في تخطيط وانشاء المشروعات العملاقة لمكةالمكرمة خدمة للمقيمين والحجاج والمعتمرين.