مما يميز هذه البلاد الطاهرة منذ تأسيسها وحتى الآن الاستقرار والأمن المنتشر في ربوعها رغم المحاولات اليائسة لتعكير صفو هذا الاستقرار وتشويه هذه الصورة الطيبة التي تتمتع بها المملكة ، وما عايشته المملكة في الفترة الماضية من عمليات إرهابية إجرامية هو واحد من تحديات كثيرة واجهتها المملكة طوال تاريخها ، فهناك وعبر هذا التاريخ أزمات وعواصف كثيرة سياسية واقتصادية كان يمكن أن تلحق بهذه البلاد وشعبها الكثير من الأذى ولكن من رحمة الله أن هيأ للبلاد قيادة تميزت بالحكمة وحسن التعامل مع الاحداث مما جنب هذا الشعب الكريم هذه الأزمات والعواصف وتداعياتها. هذه الحكمة في القيادة أشار إليها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة في محاضرته عن تأصيل منهج الاعتدال السعودي .. وما نجنيه ونعايشه من أمن واستقرار هو بالفعل نتاج هذا الاعتدال فقد توالت عبر التاريخ وعلى المستوى العالمي موجات من التطرف والعنف ولكن في كل الأحوال كان هاجس القيادة الا تنزلق هذه البلاد وأهلها جراء ما يجري خارجها. فالمملكة واجهت منذ وقت مبكر فكراً متطرفاً وكانت أول ضحايا العمليات الإرهابية ولكنها تغلبت على ذلك بمواجهته بما يستحق ونشر ثقافة الاعتدال إلى أن ظهر الإرهاب بوجه جديد قائم على التكفير وترويع الآمنين فواجهته القيادة بما يستحق الحسم في مكان الحسم والتوعية حيث يتطلب الأمر ذلك. وقبل ذلك ولفترة ستة عقود واجهت المملكة تيار المد الشيوعي الذي امتدت اصابعه إلى كافة انحاء العالم العربي وقد دفعت الكثير من الدول العربية ثمن الوقوع في تيار هذا المد وبعضها لازال أسيراً لأزمات تولدت من تلك المرحلة. وتعتبر هجمات الحادي عشر من سبتمبر من أقوى التحديات التي واجهتها المملكة حيث سارع المتربصون بهذه البلاد إلى استغلال تلك الاحداث في الإساءة إلى المملكة ومحاولة الصاق تهمة الإرهاب بها ولكن كل ذلك تكسر وذهب أدراج الرياح بفضل التعامل الحكيم مع تداعيات تلك الاحداث. وهكذا هي القيادة السعودية حكمة وتعقل وقول رشيد حتى يعيش هذا الشعب الكريم في الاستقرار والأمن الذي تنشده له القيادة بفضل من الله سبحانه وتعالى وبفضل التعامل الحكيم مع كافة الأزمات والعواصف.