نظمت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أمس لقاءً علمياً تحت عنوان (أولويات بحوث ودراسات السلامة المرورية)، بحضور نائب رئيس المدينة لدعم البحث العلمي الدكتور عبدالله بن أحمد الرشيد، ومدير الإدارة العامة للمرور اللواء فهد البشر، ووكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم ورئيس اللجنة الوطنية لسلامة المرور الدكتور محمد بن سليمان الرويشد. وأكد نائب رئيس المدينة لدعم البحث العلمي الدكتور عبدالله الرشيد خلال كلمة افتتح بها اللقاء حرص المدينة على خدمة قضايا المجتمع بمختلف أنواعها، ومن أهم هذه القضايا قضية السلامة المرورية، مشيراً إلى ما تعانيه المملكة من خسائر فادحة بشرية ومادية نتيجة لهذه الحوادث. وأضاف أن المدينة اهتمت بهذه المعاناة الكبيرة؛ ولذلك عندما أنشئت اللجنة الوطنية لسلامة المرور بقرار من مجلس الوزراء، قامت المدينة بدعمها، وهيأت لها كل الإمكانيات التي تساعدها في تسخير البحث العلمي لخدمة القضية، ونتيجة لذلك خرجت العديد من الدراسات في مختلف مجالات المرور، التي ساهمت في تقليل حوادث المرور. ونوه الرشيد بما تقوم به اللجنة من عقد الندوات والمؤتمرات العلمية، مؤكداً أن ما تخرج به هذه اللقاءات من توصيات ترفع إلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، عن طريق لجنة عليا تشارك فيها كل الجهات الحكومية ذات العلاقة بقضية السلامة المرورية، وقد نفذ كثير منها، وكان لها دور فعال في تقليل الحوادث المرورية. بعد ذلك بدأت أعمال اللقاء بورقة علمية ألقاها ممثل الإدارة العامة للمرور في اللجنة المقدم الدكتور علي بن ضبيان الرشيدي حملت عنوان //التوقعات المستقبلية للنتائج السلبية للحوادث المروية (مقارنة بين حوادث المرور وأعداد الأشخاص المصابين والمتوفين في مناطق المملكة). وأكد أن (85%) من حوادث السير في المملكة تعود إلى أخطاء بشرية من قبل السائق؛ نتيجة لارتكابه إحدى المخالفات المرورية، وأن 7% من المصابين يخرجون من المستشفيات وهم يعانون شكلاً من أشكال العجز (شلل رباعي شلل نصفي). وبين المقدم الدكتور الرشيدي أن عدد حوادث السيارات التي وقعت في الفترة من عام 1410ه إلى عام 1429ه بلغت (4300463) حادثاً مرورياً في مختلف مناطق المملكة، ونجم عن هذه الحوادث (611070) مصاباً ، و(86510) متوفين. وأشار إلى المناطق التي كانت في مقدمة ترتيب حوادث المرور لكل ألف شخص خلال الفترة من 1391ه إلى 1429ه وهي منطقة مكةالمكرمة، ومنطقة الرياض، والمنطقة الشرقية، في حين أن هذه المناطق لم تدخل في مقدمة ترتيب أعداد المصابين والمتوفين. أما بالنسبة للمناطق التي احتلت المراكز الثلاثة الأولى من حيث عدد المصابين نتيجة لحوادث المرور هي منطقة الحدود الشمالية، تليها منطقة الجوف، ثم منطقة تبوك.، في حين أن منطقة الباحة احتلت المرتبة الأولى من حيث عدد الأشخاص المتوفين بسبب الحوادث، وأتت منطقة الحدود الشمالية المرتبة الثانية، تليها منطقة الجوف. ونبه المقدم الدكتور علي الرشيدي إلى أن المؤشرات المستقبلية لحوادث المرور في المملكة في تصاعد مستمر، وهذا الأمر يتطلب التدخل السريع والفعال للحد من هذا التصاعد؛ وذلك من خلال وضع الخطط الإستراتيجية قريبة المدى وبعيدة المدى، التي تقوم على أسس علمية لمواجهة مشكلة تزايد عدد حوادث المرور، وكذلك أعداد المصابين والمتوفين. وشدد على انه ينبغي إعادة النظر في تطبيق عقوبة التوقيف على مخالفات تجاوز السرعة المحددة، وتجاوز الإشارة الحمراء، والتي تشكل أهم المخالفات على السلامة المرورية، ومن الضروري إعادة دراسة العقوبات في نظام المرور؛ بحيث تتناسب مع حجم تأثير المخالفة على سلامة مستخدمي الطريق. بعد ذلك ألقى أمين عام اللجنة الدكتور عبدالرحمن بن إبراهيم العبدالعالي ورقة علمية بعنوان (اللجنة الوطنية لسلامة المرور: الدور والإنجازات)، أشار فيها إلى أهداف اللجنة ومنها التوعية في مجال المرور والسلامة المرورية، والجهات المشاركة في عضويتها ، ومنجزاتها مثل دعمها لثلاثة وخمسين دراسة علمية، بمبالغ وصلت إلى 13.6 مليون ريال، بالإضافة إلى عقد الندوات والمؤتمرات العلمية، فضلاً عن المعوقات التي تواجه اللجنة ومنها عدم تفرغ الأعضاء بالشكل الكافي لأعمال اللجنة، وارتباطهم بأعمال أخرى، ثم بين الخطط المستقبلية للجنة كالاستمرار في دعم الدراسات، وكذلك الاستمرار في المساهمة بالتوعية المرورية.