سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الوطنية لحقوق الإنسان تفعل (أنا بشر) لمكافحة التشهير بأعراض النساء ظاهرة بدأت تتنامى في المجتمع
د. العودة:مسلك مرذول ينم عن روح الانتقام والتشفي
د. حسين الشريف: نتعامل بسرية مع معلومات الشاكي
التشهير عموماً وفي مواقع الإنترنت خصوصا يشكل مؤشراً خطيرا ينم عن ضعف الوازع الديني لدى الشباب الذين يمارسون التشهير بأعراض الغير. لذا لابد من توفير الدعم اللازم للجمعية الوطنية لحقوق الإنسان حتى تستطيع القيام بالدور المنوط بها من خلال مساندة ضحايا التشهير قانونياً واجتماعياً ونفسياً، خاصة ونحن في عصر تعددت فيه وسائل النشر السريع بواسطة أحدث التقنيات من إنترنت وبلوتوث، وللأسف الشديد تم استغلال وتوظيف هذه الوسائل العصرية ممن لا أخلاق لهم من معدومي الضمير الذين وجدوا فيها ضالتهم للتشهير بأعراض الغير وفضح عوراتهم مما يتطلب الوقوف بشدة في وجه هؤلاء والتصدي بحزم لممارساتهم عبر مختلف الوسائل الرادعة حتى يتم وقف تنامي هذه الظاهرة الخطيرة، لذا كان لابد أن تنطلق حملات التوعية بشكل كبير وموسع، وقد انطلقت حملة (أنا بشر) التي نأمل أن تكون البداية القوية لمواجهة هذا الخطر المحدق بأعراض فتياتنا ونسائنا حيث استندت هذه الحملة في أهدافها على مبادئ الشريعة الاسلامية الغراء التي أمرت بستر أعراض المسلمين وعدم تتبع عوراتهم، لأن في التشهير بالآخرين نشراً للفواحش والرذيلة، وهذا مانهى عنه ديننا الحنيف. فتوى شرعية وقد أصدر فضيلة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي عام المملكة، فتوى تحذر من خطورة استخدام (البلوتوث) في التشهير ونشر المقاطع، حيث يقول حفظه الله :( إن هذه الجريمة تعد على حرمات الله وشعائر الله وحدود الله، ولايمكن لمؤمن ينبض قلبه بالإيمان أن يرتكب مثل هذا الجرم، وحتى لو وقع في خطأ، (أي المؤمن)، فإنه يعلن التوبة والندم ويستتر، ففي قلب المؤمن حياء وعفة ولايجاهر أبداً بالمعاصي والذنوب. وأضاف سماحته: إن هؤلاء الذين يجاهرون بإجرامهم، ويلقون ثوب الحياء، مجرمون مفسدون، إنهم لايخافون الله، ولايخشون أو يستحون من الناس، وفي قلوبهم مرض الشهوات، وفيهم يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:{ كل أمتي معافى إلا المجاهرون» وقال سماحته: هؤلاء إذا لم يتداركهم الله بتوبة نصوح، يخشى عليهم أن يكونوا من دعاة الضلال، ومروجي الفساد الذين يحملون أوزارهم كاملة يوم القيامة، ألا ساء مايزرون..!! إن التقنية الحديثة نعمة من نعم الله، ولابد من الاستفادة منها في الخير، لافي اشاعة الفواحش. لماذا حملة أنا بشر؟! لقد تم اختيار شعار الحملة (أنا بشر) والتي تندد بالتشهير بأعراض النساء والفتيات، لأن المرأة بشر، وليست معصومة من الخطأ، وهي مساوية للرجل في بشريته، ومتساوية معه أمام الله في الثواب والعقاب والحقوق والواجبات. ولأن المرأة بشر تصيب وتخطيء، فلا يحق تجريدها من بشريتها واستغلال زلاتها للتشهير بها وتدميرها نفسياً ومعنوياً واجتماعياً، لأنها جزء لايتجزأ من المجتمع، وهي الزوجة والأم والأخت والابنة، وقد كرمها الدين الاسلامي، كما لم تكرمها ديانة من قبل، ولكن ضعاف النفوس جحدوا هذا التكريم للمرأة، واستهانوا بعرضها، فبات بعضهم يستهين بأعراض النساء، دون خشية من عقاب الله في الدنيا والآخرة، ودون أي رادع، لذلك كان اسم (أنا بشر) بمثابة صرخة استغاثة توجه إلى المجتمع بأكمله بصوت كل امرأة تتهم زوراً وبهتاناً في شرفها، ويتم التشهير بعرضها، وصرخة كل امرأة يستغل البعض زلاتها لفضحها وتتبع عوراتها، متناسين أنهم أيضاً بشر لهم زلات وعورات، وقد يسلط الله عليهم من يتتبعها ليفضحهم بها على رؤوس الأشهاد، جزاء ونكالاً بما يقومون به من فضح عورات النساء والخوض في أعراضهن. أهداف حملة (أنا بشر) تهدف حملة (أنا بشر) إلى دراسة أسباب ظاهرة التشهير والعمل على إيجاد حلول لها، والتوعية التي تكون عبر تقوية الوازع الديني لدى الأفراد وتوعية الفتاة والمرأة بأن الوقاية خير من العلاج حتى لاتقع في براثن علاقة محرمة تعرضها للتشهير. كذلك توعية الشباب والفتيات بعدم المشاركة في نشر أي صور أو مقاطع صوتية أو مرئية من شأنها التشهير بالأعراض، أيضاً توعية الشباب بمدى فداحة ذنب التشهير بأعراض الغير وعدم رضوخ الفتيات والنساء بللابتزاز والتهديد، والإسراع بالإبلاغ عن من يقوم بتهديدهن في حال حدوث ذلك. اضافة إلى توعية الأسرة والمجتمع بعدم رفض من وقعن ضحية للتشهير كما يجب دعم الفتيات قانونياً واجتماعياً. د.العودة: الإسلام جاء بضرورة حفظ العرض ويقول الدكتور الشيخ سلمان بن فهد العودة المشرف العام على موقع الاسلام اليوم إن الاسلام جاء بضرورة حفظ العرض، ونشر الفضائح والشائعات عن الناس مسلك مرذول ينم عن روح الانتقام والتشفي والتسلط على الناس، ولو تذكر صاحبه أنه هو نفسه أخطأ وعرضة للذل أو زوجته أو أخته أو ابنته لتواضع وكف، بل لو استحضر عيوبه التي يعرفها هو، وقد لايعرفها الناس، لجانب هذا المسلك الوبائي، ويكفي زجراً عن هذا وعيد فاعله في التنزيل:} إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة.. الآية| النور (19). مكافحة الجرائم المعلوماتية صدر في 7ربيع الأول عام 1428ه بالمملكة العربية السعودية نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية والذي تتفق مع مبادئه حملة (أنا بشر) فقد نص النظام على تشريعات تعاقب كل من تسول له نفسه استخدام أي تقنية لنشر المعلومات في الإساءة للغير أو التشهير بهم. وهذا النظام يعد إطاراً قانونياً مهماً في تعريف وتحديد الجرائم المعلوماتية، والحد منها ومواجهتها، بعد أن أصبحت تلك الجرائم من بين الجرائم المصنفة التي تهدد أمن المجتمعات الإنسانية وسلامتها، وقد صدر النظام في ست عشرة مادة، منها المواد التي تتفق مع ماتنادي به حملة (أنا بشر) مثل المادة الثالثة التي تقول: يعاقب بالسجن مدة لاتزيد على سنة وبغرامة لاتزيد على خمسمائة ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين. كل شخص يرتكب أياً من الجرائم المعلوماتية الآتية: المساس بالحياة الخاصة عن طريق إساءة استخدام الهواتف النقالة المزودة بالكاميرا أو ما في حكمها، والتشهير بالآخرين وإلحاق الضرر بهم عبر وسائل تقنيات المعلومات المختلفة، وكذلك المادة السادسة التي تعاقب بالسجن مدة لاتزيد على خمس سنوات والغرامة التي لاتزيد على ثلاثة ملايين ريال أو بإحدى العقوبتين. ومن جانبه يقول الدكتور حسين بن ناصر الشريف المشرف العام على فرع الجمعية وهو يلقي الضوء على الحملة والهدف منها: لدينا سرية كاملة في التحفظ على المعلومات عن أي شخص كان رجلاً أو امرأة يتقدم للجمعية بشكوى تمس شخصه، ولايتم الإعلان عنها في أي وسيلة اعلامية، وكل ماينشر من قضايا وصلت إلينا إنما تأخذها الوسيلة الناشرة لها من صاحب الشكوى وليس منا. وطالب الدكتور الشريف من أي متضرر أو متضررة التقدم بالشكوى إلى الجمعية سواء شخصياً أو عبر الهاتف وسوف يتم التعامل مع الحالة بمنتهى السرية. كما سنقدم قضايا التشهير للجهات القضائية لتوقيع العقوبات الرادعة في التشهير. أما الاستاذة الجوهرة محمد العنقري نائب رئيس الجمعية للأسرة، فقالت إن التشهير بأعراض الناس أمر لايقره الشرع الحنيف. ونحن كجمعية نحرص كل الحرص على الحد من هذه الظاهرة السالبة التي ولجت إلى مجتمعنا عبر وسائط التقنية الحديثة مثل وسائل الجوال والبلوتوث وغيرها، وهدفنا الرئيسي هو القضاء على هذه الظواهر وتنقية المجتمع من شرورها، وإن حملة (أنا بشر) تستخدم في محاربة هذه الظواهر كل ما يتاح من وسائل التقنية الحديثة بما فيها إغلاق المواقع التي تبث هذه السموم. وقد الفنانان التشكيليان فهد القثامي وهبة الوقداني لوحتين تشكيليتين تعبر كل منهما عن حالة العنف الذي يمارس ضد المرأة، ويعتبر الفنانان التشكيليان ماقدماه مساهمة منهما لجمعية حقوق الإنسان الوطنية ودعماً لمسيرتها ضد التشهير بالفتيات والنساء، وقد عبرت الصور والرسومات عن إيصال صوت المرأة، كما صورت ظاهرة التشهير وكيفية انتقالها ومدى خطورتها على المجتمع.