افتتحت قرية الجنادرية أبوابها أمس لزيارة العائلات بما يتيح لرب العائلة أن يتجول في تراث الوطن مع أبنائه في صحبة عبر تاريخ وتراث الاجداد بما يعزز حب الوطن في قلوبهم . . فشهدت ساحات القرية التراثية بالجنادرية نشاطا وحركة دؤوبة وتفاعلا مع النشاطات من الأبناء بشرح من الآباء وسط فرحة الجميع . وكان من ابرز الاجنحة جناح الطائف الذي استقبل زواره بعدد من المفاجآت والهدايا والمطبوعات والفعاليات الجديدة ووزع ماء الورد على العائلات وعرفهم على الحرف الشعبية لمدينة الطائف والمأكولات الشعبية لها كما شمل على معرض لصور جمالية للمدينة نفسها. وأوضح مشرف اللجنة الإعلامية بجناح الطائف فهد السمحان أن معالي محافظ الطائف فهد بن عبد العزيز بن معمر وجه القائمين على جناح الطائف بتقديم كافة الخدمات والبرامج المفيدة للعائلات وتعريف زائري المهرجان بما تتميز به الطائف تراثيا وسياحيا على مستوى المملكة . وفي جناح آخر من القرية حظي ركن السيوف في جناح (الفيصل .. شاهد وشهيد ) بإقبال كثيف من زوار الجنادرية، حيث كان من أبرزها (القصاب) وهو سيف صاحب السمو الأمير خالد بن محمد بن عبدالرحمن آل سعود إذ هو سيف مطعم بالذهب والفضة ومزخرف بالأحجار الكريمة وقد نقش على فصله (ذو الفقار) كما برز بين السيوف سيف يسمى (شامان) وهو سيف الملك فيصل المشهور وقد نقش على فصله ذو الفقار (سيف علي المرتضى) إلى جانب آيتين من القرآن الكريم. كذلك كان هناك في نفس الركن سيف قدم للإمام سعود بن عبدالعزيز الأول (سعود الأول) من طوسون بن محمد علي عام 1226ه الموافق 1811م إلى جانب مقتنيات الملك فيصل التي استخدمها في الحرب . وعبر زوار معرض (الفيصل .. شاهد وشهيد) الذي أقيم ضمن فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة (24) (بالجنادرية) عن إعجابهم بما ضمه المعرض من محتويات ومقتنيات للملك فيصل رحمه الله فتوقفوا كثيراً بالقرب من ركن يحوي مصحف الملك فيصل (رحمه الله) الذي كان يقرأ منه إذ يظهر مفتوحاً على آخر آية قرأها (وجاهدوا في الله حق جهاده ...) سورة الحج . كما استهوى الحضور الركن الموجودة به ساعة الملك فيصل الزوار، وكان معروفاً عن الملك فيصل انضباط مواعيده بدرجة فائقة، لأنه كان يعتبر أن وقته ليس ملكاً له. . وبجانب الساعة، لفت الأنظار مذياع الملك فيصل المتميز بحجمه الكبير وكان (رحمه الله) يحرص على الاستماع إلى إذاعات الشرق والغرب عندما يعود إلى المنزل. .كما لفت الانتباه ما كتب عن دلة الملك فيصل الذي كان ذواقاً للقهوة العربية الأصيلة . وقال سلطان الكثيري أحد الزائرين (سعدنا بالتوقف أمام مقتنيات الملك فيصل رحمه الله، وقد كانت بالنسبة إلينا بمثابة العظة والدفع نحو تحقيق الإنجازات والنجاحات والاجتهاد في الحياة . . المعروضات التي تقدم عبر الجناح نادرة وتجسد انضباط الملك فيصل وجديته، خاصة لما عرف عنه من انضباط كبير، مشيرا إلى أن ماننعم به الآن كان نتاجا طبيعيا لما بذل من قادتنا من عمل خلال مسيرتهم في بناء الوطن). فيما أكد فيصل الشهراني أنه توقف طويلا وهو يتأمل مقتنيات الملك فيصل، وهي تأخذنا إلى حقبة زمنية مهمة من تاريخنا الحديث، معبرا عن سعادته بما شاهده من مقتنيات ثمينة ضمن فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) الذي يجسد أيضا عراقتنا وأصالتنا وهو يربط ماضينا بحاضرنا ونحن نشهد مستقبلاً واعداً إن شاء الله تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله الذي واصل المسيرة للنماء والازدهار .