يفاجأ الانسان - أحيانا- بمواقف تسترعي الانتباه وغير مألوفة في دنيا العقلاء وتصرفاتهم.. من هذه المواقف على سبيل المثال لا الحصر .. اقدام بعض الأطفال على قيادة المركبات في سن مبكرة دون أن يكونوا مهيئين لذلك ..من حيث السن والتكامل الجسمي..وعلى مرأى من أولياء أمورهم ..فيرتكبون من جراء ذلك العديد من الحوادث التي قد تصل لفقدان الحياة لا قدر الله. | اننا نفاجأ- أحيانا- بأطفال في عمر الزهور يقودون السيارات وهم دون السن المناسب ..ولا يكاد يرى أحدهم وهو يمسك بمقود السيارة وبحالة يسودها الخوف والارتباك أثناء الطريق. | وفي الحادث الذي وقع (بقرية الشقران) شرق محافظة الحناكية بمنطقة المدينةالمنورة قبل أيام والذي نتج عنه وفاة طفلين وسيدتين ..فيما أصيب آخرون بسبب تصادم مركبتين إحداهما كان يقودها (طفل) يبلغ من العمر (12) سنة (جريدة المدينة تاريخ 27/2/1430ه). | هذا الحادث وغيره يعطي صورة لما يجرى بين الفينة والأخرى ممن لم يكونوا أهلا للقيادة السليمة أمثال الطفل المشار إليه في سياق الخبر أعلاه. | إننا نؤمن بقضاء الله وقدره ..ولكن علينا نحن الآباء الاحتراس وتوقي الاخطار قدر الامكان والا تسيطر على مشاعرنا العواطف فنرمي بابنائنا بدافع الحب إلى التهلكة ..ونسايرهم في رغبات قد تؤدي بهم في النهاية إلى الموت ..وحينها نندم في وقت قد فات فيه أوان الندم. | استشارني أحد أصدقائي ذات مرة من ضغط أسرته عليه في شراء سيارة لأحد أبنائه كحافز على التميز في الدراسة. | فقلت له: إذا انطبقت عليه شروط القيادة فلا بأس ..والآن فان هناك العديد من الحوافز المناسبة والآمنه ما يقوم مقام ذلك ..بدلا من حافز قد يجر على ابنك خطرا لا قدر الله. | ويبدو أن صديقي لم يستطع مقاومة رغبة الأسرة وَغُلبَ على أمره وحقق المطلوب - مكرها-. | غير أن الفرحة لم تستمر فقد تسبب الابن في حادث حوّله إلى شلل كامل ..وتحولت معه الأسرة إلى مأساة أليمة. | قد يضطر بعض الآباء تحت وطأة ظروف أسرية قاسية إلى تحقيق بعض المطالب الأسرية وان كان يعلم أنها وخيمة العاقبة ..ثم يحاسب نفسه ولكن بعد فوات الأوان وبعد أن يقع الفأس في الرأس. | علينا نحن الآباء ألا ننجرف وراء العواطف وخاصة ما كان منها مخالفا لما يجب أن نكون عليه في تصرفاتنا الحياتية تجاه ابنائنا وبناتنا تربية وتوجيها. | كلنا نحب أبناءنا وبناتنا ..فهم فلذات أكبادنا التي تمشي على الأرض.. ولكن بحكمة وروية وفي حدود المعقول والاتجاه السليم..بعيداً عما قد يسبب المخاطر والحوادث ويا أمان الخائفين. عطر الحروف كان قد أهدى إليَّ الشاعر الوجداني الأخ الصديق (حسن محمد الزهراني) ديوانه تماثل ..الصادر عام 1424ه بأسلوبه الشايق وعباراته الرقيقة..ولإعجابي بشاعريته التي أشرت إليها في كثير من قراءاتي كان آخرها ما جاء في كتابي (قراءات عابرة) الصادر عام 1425ه ما يجعلني أستعيد قراءة بعض نصوصه بين آونة وأخرى.. وفي ثنايا قصيدته العاطفية (وله الالهام) ص (139) من ديوانه تماثل ..ما يشنف الآذان .. ويحرك المشاعر ..ويلهب الأشواق ويستنطق الالهام. قلة الإلهام سُلي دمي من رفيف البرق وابتسمي وكوثريني بعذب الشعر واحتدمي وَلَحَني همسات المزن ملحمة تُراقص الريح من مستعذب النغم واستنطقي من ثرى الأحلام قافيتي وفتقي من بذور الشدو بوح فمي وبرعمي أحرف الإلهام في ولهي وساقطي سلسبيل العشق من قلمي يا أنت : يا مُنتهى شوقي ومبدأهُ تِيهي كما شئت إن الصبر من شيمي يا أنت : إني وقد شاخت جفون غدي مازلتُ أهواك من رأسي إلى قدمي مازلت نجوي شجوني .وجدُ بوصلتي مدار عمري. رؤى روحي .أريج دمي