أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من العاصمة التركية أن بلادها ستطلب مساعدة تركيا واستعمال أراضيها من أجل سحب القوات الأميركية من العراق، وكذا في خطتها للحوار مع إيران، مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيزور أنقرة في نحو شهر. وشكرت الوزيرة الأميركية في مؤتمر صحفي بأنقرة مع نظيرها التركي علي باباجان تركيا على إسهامها العسكري مع قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان ولاستثماراتها الاقتصادية في العراق، مؤكدة أن تركيا “صديق في كل الأوقات”. ومن جانبه أعلن باباجان أن تركيا ستضع أراضيها رهن إشارة الولاياتالمتحدة لاستخدامها من أجل سحب قواتها من العراق، مشيرا إلى أنه ناقش مع كلينتون المعدات التي ستمر من الأراضي التركية. وأصدر الجانبان بيانا تعهدا فيه بالمساهمة في تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط ودعم تسوية نهائية للنزاع العربي الإسرائيلي، بما في ذلك تخفيف الأزمة الإنسانية في غزة وحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي على قاعدة حل الدولتين. وناقش الجانبان دخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وهو هدف قال البيان المشترك إن الولاياتالمتحدة تواصل دعمه بشدة بالتوازي مع مواصلة تركيز الحكومة التركية على عملية الإصلاح. وفي موضوع السلام بالمنطقة، قالت كلينتون إن “السلام مع إسرائيل وتطبيع العلاقات سيكون بالتأكيد جزءاً من أي جدول أعمال للسلام الشامل في المنطقة”. وأضافت أنه لا يجب التقليل من أهمية بناء علاقات بين إسرائيل وسوريا، وإحياء المسار التفاوضي بين الجانبين، وأثنت على الجهود التركية للتوسط في هذا الملف. من جانبه أعرب الوزير التركي عن استعداد بلاده لاستئناف الوساطة في محادثات السلام بين إسرائيل وسوريا إذا ما اقترح الجانبان ذلك، وقال باباجان إنه بمجرد أن تتوافر الظروف المناسبة ويكون الطرفان مستعدين لاستئناف المحادثات مرة ثانية، فإن تركيا سوف تكون مستعدة للعب دور الوساطة. وقد استضافت تركيا من قبل أربع جولات من محادثات السلام غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل، غير أن سوريا أعلنت تعليق هذه المفاوضات بعد العدوان الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة من 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى 18 يناير/كانون الثاني. وفي زيارتها لتركيا، التقت كلينتون رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس التركي عبد الله غل، وبحثت معهما القضايا المتعلقة بالموقف في أفغانستان والشرق الأوسط، إضافة إلى قضية ما يسمى “الإرهاب”. وفي وقت سابق نقل عن مسؤولين في الإدارة الأميركية أن كلينتون ستسعى أيضا لطلب مساعدة القادة الأتراك في تحسين صورة الولاياتالمتحدة في العالم الإسلامي. وذكر مسؤول أميركي رفيع المستوى -يرافق كلينتون في زيارتها إلى تركيا- أن هناك فرصة كبيرة سانحة أمام الجانبين لإعادة تأسيس العلاقات الثنائية بشكل أفضل، ولا سيما بعد انتخاب أوباما وإزاحة العديد من المسائل الخلافية الموروثة من عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش.