الرسالة التي تلقاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود من أخيه الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية رداً على البرقية التي بعث بها أيده الله لفخامته تؤكد كما أشار الى ذلك الرئيس مبارك التطابق الكامل في مواقف القيادتين والشعبين لكل ما يحقق الخير للقضية الفلسطينية وقضايا العالم العربي والاسلامي وتوحيد المواقف والكلمة لمواجهة التحديات والأزمات والمخاطر، وهو تطابق ايضاً أشار اليه خادم الحرمين الشريفين في رسالته للرئيس مبارك. وهذا التطابق تجلى في مواقف كثيرة وكان أكثر وضوحاً في الفترة التي شهدت فيها غزة عدواناً اسرائيلياً غاشماً هذا العدوان الذي قام اساساً على واقع فلسطيني منقسم أحدث كذلك انقساماً في الساحة العربية وحاولت بعض الأطراف الاقليمية استغلاله لتعميق الهوة بين ابناء الامة الواحدة، وهنا تجلت حكمة الملك عبدالله والرئيس مبارك في التعبير عن الأصالة العربية والتي تمثلت في محاولة ايقاف العدوان الاسرائيلي من خلال الاتصال بالدول المؤثرة في المجتمع الدولي للقيام بدورها في ايقاف الغطرسة الاسرائيلية، وقد نجحت تلك الجهود المخلصة في الوصول الى الهدف المنشود ثم جاءت المبادرة المصرية لتثبيت وقف إطلاق النار ومن ثم للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية. وهذه المبادرة والجهد المصري حظي من بدايته بدعم خادم الحرمين الذي دعا كافة الدول لمساندته، ولذلك كان طبيعياً أن يبعث أيده الله تلك الرسالة التقديرية عقب نجاح تلك الجهود في تحقيق المصالحة التاريخية بين الفصائل الفلسطينية. وبنفس التقدير والمودة جاءت رسالة الرئيس مبارك للمليك المفدى التي وصفها فخامته بقوله (لقد جاءت رسالتكم لتؤكد ما حباكم به الله من حكمة ورؤية نافذة، تنحاز لمصالح شعب فلسطين وقضيته العالمية). فما يتمتع به القائدان من حكمة يشكل رصيداً كبيراً لانقاذ هذه الأمة من المخاطر التي تجابهها والجهود الاخيرة التي تمت لرأب الصدع الفلسطيني ولترميم البيت العربي خير شاهد على صدق التوجهات.