دعا صاحب السموالملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية الأشقاء الفلسطينيين إلى احتواء الخلافات الداخلية وتغليب المصالح الوطنية وحماية الوفاق الوطني واللجوء إلى الحوار لحل الخلافات حفاظاً على وحدة الشعب الفلسطيني واستقلالية قراره السيادي باعتبار أن ذلك هوالطريق إذا ما أراد الشعب الفلسطيني تحقيق تطلعاته وآماله ودعم المجتمع الدولي لهذه الإرادة. ونقل سموالأمير سعود الفيصل في كلمته أمام جلسة العمل الأولى للمؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة المنعقد حالياً بشرم الشيخ تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لأخيه فخامة الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية على الجهود التي بذلتها جمهورية مصر العربية الشقيقة لدعم الشعب الفلسطيني ومنها تنظيم هذا المؤتمر. وعبر سموه عن سعادة المملكة لتوصل الأشقاء في السلطة الفلسطينية وفي حماس والفصائل الفلسطينية برعاية مصر لإيجاد حل للخلاف الفلسطيني/الفلسطيني ليعود الصف الفلسطيني كلمة وموقفا واحدا موحدا.. مؤكدا استعداد المملكة العربية السعودية كما هي دائما للمساهمة الفاعلة في كل ما يمكن لتحقيق التطور والنماء لفلسطين والشعب الفلسطيني الشقيق. وقال سمووزير الخارجية إن العدوان الإسرائيلي الهمجي والوحشي الأخير على قطاع غزة خلف مآس إنسانية وأوضاعاً اقتصادية قاسية وفاقم هذا العدوان ما يعانيه الشعب الفلسطيني أصلا من أوضاع مأساوية جراء استعمار ظالم حيث تعطلت التنمية الاقتصادية الفلسطينية بسبب استمرار الحكومة الإسرائيلية في تعسفها وسياستها الاستيطانية التي فرضت حصارا جائرا وإغلاقا للمعابر ومصادرة مستمرة للأراضي الفلسطينية وجعلت السلام المنشود أبعد منالا وأضحت معه المفاوضات بلا معنى حقيقي وتتعارض تماما مع كل ما اتفق عليه من مؤتمر أوسلووحتى مؤتمر أنابوليس. وأضاف سموالأمير سعود الفيصل قائلا إن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وبخاصة في قطاع غزة أقل ما يمكن وصفه بأنه كارثة إنسانية حيث تشير تقديرات البنك الدولي إلى أن غالبية الشعب الفلسطيني يعيش تحت خط الفقر مع تدهور شديد ومستمر لكافة المؤشرات الاجتماعية في الأراضي الفلسطينية مع انهيار كامل للاقتصاد الفلسطيني. وشدد سموه على أن الوقت قد حان لمساعدة الشعب الفلسطيني لينال حقوقه في العيش بسلام ورخاء وأنه إذا كان المجتمع الدولي جادا في الوصول إلى سلام عادل ودائم فلابد من توفير الدعم لعملية السلام ودعم السلطة الفلسطينية لتتمكن من التعامل مع الأعباء الهائلة التي تقع على عاتقها وتتجاوز تماما قدراتها ومواردها. وقال سموه إنه تجسيدا لنهج الدول العربية الساعية للسلام الشامل والعادل والدائم فقد أطلقت مبادرة السلام العربية بقمة بيروت عام 2002 ولم تجد أي تجاوب من إسرائيل والتي كان عليها كما قال خادم الحرمين الشريفين أن تدرك أن الخيار بين الحرب والسلام لن يكون مفتوحا في كل وقت وأن مبادرة السلام العربية المطروحة على الطاولة اليوم لن تبقى عليها إلى الأبد. وقال صاحب السموالملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية في كلمته أمام مؤتمر إعادة إعمار غزة / إن المملكة العربية السعودية وانطلاقا من مبادئها الثابتة في مساعدة ودعم الشعب الفلسطيني الشقيق لم تأل جهدا في تقديم كافة أوجه الدعم الحكومي والشعبي الممكنة للفلسطينيين حكومة وشعبا سواء من خلال الأطر الثنائية أوعبر الصناديق والمؤسسات التنموية الإقليمية والدولية وجهودها في هذا الصدد مستمرة وهي تنفذ بكل جدية ومصداقية كافة التزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني ومن ذلك ما قدمته من دعم إغاثي متنوع إثر العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة شمل المستلزمات الطبية ونقل الجرحى والمصابين بطائرات الإخلاء الطبي إلى مستشفيات المملكة لمعالجتهم والتكفل بنفقتهم ونفقة مرافقيهم كما صدرت توجيهات خادم الحرمين الشريفين /حفظه الله/ بإطلاق حملة تبرعات إغاثة الأشقاء الفلسطينيين حيث بلغت التبرعات حتى الآن أكثر من 228 مليون ريال سعودي /. وأضاف سموه قائلا / ويأتي ما أعلنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال قمة الكويت الاقتصادية والتنموية والاجتماعية بتقديم منحة بمليار دولار أمريكي مساهمة في جهود إعادة الإعمار استمرارا لهذا النهج المبدئي الثابت وسوف يتم تقديم هذه المساهمة عن طريق الصندوق السعودي للتنمية وسيقوم الصندوق بالتنسيق مع الجهات المانحة الأخرى في إطار الآليات المعتمدة في هذا الشأن كما يأتي في هذا السياق ما أطلقته دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من برنامج لإعادة إعمار غزة الذي نتطلع أن يسهم في تنسيق ومتابعة التنفيذ عبر المشاريع التي يتم تمويلها عن طريقه/. وشدد سموالأمير سعود الفيصل على أن إعادة الإعمار لن تكون مجدية ومفيدة في ظل افتقاد الأمن والاستقرار وأنه من غير المقبول أوالمعقول أن يتم الإعمار وتأتي إسرائيل لتدمر ما بني وتحيله ركاما مطالبا المجتمع الدولي بتحميل إسرائيل التبعات القانونية والمالية لعدوانها وعدم النظر بمعايير مزدوجة. وقال سموه / إن السلام والاستقرار والتنمية أبعاد متلازمة ومترابطة ولا يمكن تحقيق بعد منها دون آخر وتتطلب تعاون كافة الأطراف الإقليمية والدولية لتحقيقها وندعوالمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته نحوتحقيق السلام المنشود كما أن دعم المانحين لن يكون مؤثرا ما لم يتزامن معه الالتزام القوي ببرنامج الإعمار والإصلاح الاقتصادي والاستمرار فيه وألا يكون عرضة للتجاذب السياسي الذي يفوت على الشعب الفلسطيني الكثير من الفرص /. وناشد سموه مجددا كافة الأطراف الفلسطينية لكي تتحمل مسؤولياتها والعمل على طمأنة المانحين من أن الأموال التي يسهمون بها والجهود التي سيبذلونها ستجد البيئة المستقرة والملائمة لاستثمارها بكل الفعالية والكفاءة لفائدة الإنسان الفلسطيني الذي عانى كثيرا. واختتم صاحب السموالملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية كلمته بتوجيه الشكر لكل من بذل جهدا في الإعداد والتنظيم لهذا المؤتمر والمشاركين فيه معربا عن أمله في أن ينجح المؤتمر في حشد الدعم المنشود لإعادة إعمار غزة ويسهم في إزالة جميع المعوقات أمام الإسراع في مد يد المساعدة للشعب الفلسطيني وتخفيف معاناته الإنسانية ومن أهمها رفع كافة إجراءات الحصار الإسرائيلية وتسهيل جهود إعادة الإعمار وتوفير ما يحتاج إليه الشعب الفلسطيني الشقيق من دعم ومؤازرة تسهم في مساعدته لتجاوز محنته الإنسانية والاقتصادية وإعادة بناء اقتصاده وتحقيق تطلعاته. وأوضح سموه أن الأموال الممنوحة للفلسطينيين من أجل إعادة إعمار غزة ستصرف إذا لم يكن هناك ما يعيق صرفها مشيرا إلى أن المملكة العربية السعودية كونت آلية لتقديمها عن طريق الصندوق السعودي للتنمية بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية والمنظمات الدولية الموجودة على الأرض لإدخال المواد المطلوبة واختيار المشروعات التي سيتم تنفيذها. وقال سموه في تصريح صحفي امس عقب انعقاد مؤتمر إعادة إعمار غزة إن إدخال المواد والأجهزة اللازمة للبناء لن يتأتى إذا كانت هناك معارضة لإدخالها لكن هناك ما هوأهم من ذلك وهوما إن تنتهي هذه المشاريع المقصود بها رفع مستوى معيشة الشعب الفلسطيني فإنها إذا ما بنيت تهدم مرة ثانية.. لذلك يجب أن تكون هناك ضمانات لعدم تكرار ذلك. وأضاف سموه لقد ذكرت في الكلمة التي ألقيتها اليوم بالمؤتمر أن كل الأمور مرتبطة ببعضها البعض فالتنمية مرتبطة بالأمن والأمن مرتبط بالسلام والسلام مرتبط بالتنمية وهكذا لذلك على هذا المؤتمر أن يغطي كل هذه الجوانب إذا كان هناك أمل أن تسير الأمور على ما يجب أن تسير عليه. وعن وجود تنسيق مع الدول المشاركة في المؤتمر للتوصل إلى تذليل لهذه التحديات قال سموالأمير سعود الفيصل إن هذا الأمر هوالمطلوب وهوما دعينا إليه كل من يريد أن يرى تنمية حقيقية في قطاع غزة وفي الضفة الغربية مؤكدا أنه إذا كان الإسرائيليون يستغلون الظروف للقضاء على ما يتم بناؤه لرفع مستوى معيشة الفلسطينيين فهذا أمر في غاية الخطورة وبالتالي على هذا المؤتمر أن يضع الضمانات الكفيلة بالتنفيذ وهذا لن يتأتى إلا بتضافر الجهود الأوروبية وجهود الولاياتالمتحدةالأمريكية.