التبرع السخي الذي قدمه خادم الحرمين الشريفين لاعادة اعمار غزة وأعلن عنه في قمة الكويت الاقتصادية العربية بتقديم مليار ، هذا التبرع ترددت أصداؤه في جنبات المؤتمر الدولي لاعادة اعمار غزة الذي عقد امس في القاهرة ، فقد أشاد كل المتحدثين ابتداء من الرئيس مبارك بهذا الدعم الذي شكل نواة لكل المساهمات التي جاءت والتي ستأتي بعده، بل كان هذا الدعم فاتحة لقيام مثل هذا المؤتمر لتضاف الجهود الدولية إلى جهود خادم الحرمين الشريفين المبادر دائما أيده الله لما فيه الخير والاصلاح والاعمار وعبرت المملكة عن أملها من خلال جلسة مجلس الوزراء أمس أن يحقق المؤتمر الأهداف المرجوة لحشد الدعم الدولي لاعادة اعمار غزة وتوفير الدعم لبناء الاقتصاد الفلسطيني بعد العدوان الاسرائيلي، ولكن كما أشار صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل فإن اعادة الاعمار لن تكون مجدية ومفيدة في ظل افتقاد الأمن والاستقرار وأنه من غير المقبول أو المعقول أن يتم الاعمار وتأتي إسرائيل لتدمر ما بني وتحيله ركاماً، إذاً هذا يتطلب ضمانات كافية لعدم قيام اسرائيل بتكرار عدوانها وهدم ما يتم بناؤه والضمانات لن تكون مجدية إذا لم يلتزم بها المجتمع الدولي وخصوصا الدول المؤثرة فيه وعلى وجه الخصوص الولاياتالمتحدةالأمريكية التي يقع عليها التزام مضاعف باعتبار انها الراعي الرئيسي لعملية السلام وأنها الأكبر تأثيراً على اسرائيل، فلا يمكن أن يكون هناك اعمار وأجواء غير آمنة وغير مستقرة تهدد كل ما تم انجازه من غير اكتراث لهذا الاهتمام الدولي الكبير باعمار غزة، فاسرائيل هي المهدد الوحيد للأمن والاستقرار وبغير إلجامها فستعاود الكرة مرة أخرى خاصة وأن المرحلة السياسية المقبلة هي مرحلة سيطرة المتشددين من أمثال نتنياهو ، إذن الضمانات يجب أن تكون مصاحبة لهذه التبرعات حتى لا تكون عملية الاعمار معرضة مرة أخرى لتدمير إسرائيلي.