اتفق المسئولون في الغرف التجارية الصناعية بدول مجلس التعاون الخليجي مع نظرائهم في غرف الاتحاد الأوربي على ضرورة العمل الجاد خلال في الفترة المقبلة لإنشاء منطقة تجارة حرة تساعد على توثيق مجالات التعاون الاقتصادي بين الجانبين 0 وشددوا على ضرورة تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين القطاع الخاص يساعد في تطوير العلاقة القائمة على المصالح المشتركة. جاء ذلك خلال أول اجتماع استضافته غرفة جدة أمس الأول بحضور القائمة بأعمال المفوضية الأوروبية - أنتونيا ماريا كافو بوريتا ونائب رئيس غرف الإتحاد الأوروبي فيرناندو جوميز أفيليز كاسكو والمدير التنفيذي للشؤون الدولية بغرف الإتحاد الأوروبي ديريك فانتيجيم وممثلين عن غرف فرنسا وهولندا وتشيكيا إضافة إلى الأمين العام للغرفة التجارية الصناعية بجدة المستشار مصطفى احمد كمال صبري والقناصل وأعضاء السلك الدبلوماسي الأوربيين والخليجيين ومسئولي غرفة جدة. واستهل نائب رئيس غرفة جدة مازن محمد بترجي اللقاء بالترحيب بالجميع مؤكدا أن العلاقات التي تربط مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالاتحاد الأوروبي شهدت في الفترة الأخيرة تطورات متسارعة خلال العقود الماضية خاصة منذ توقيع الاتفاقية الإدارية بين الجانبين في عام 1988م والتي أسست لمفاوضات ما زالت جارية بين الجانبين لإنشاء منطقة تجارة حرة بينهما تساعد على توثيق مختلف مجالات التعاون بين الجانبين خاصة الجانب الاقتصادي. وبين أن المتابع للحوار الخليجي الأوروبي منذ هذا العام يلاحظ أن هناك إصرارا على تطوير العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون رغم بطء المسيرة على مدار ما يقرب من عقدين من الزمان حيث عمل الجانبين على دعم أوجه التعاون فيما بينهما في ضوء الأهمية السياسية والإستراتيجية والاقتصادية التي يتمتع بها كل جانب وذلك للحفاظ على المصالح المشتركة بين هذين القطبين الهامين. وشدد على أهمية دول الخليج لدول أوروبا قائلا: إن منطقة الخليج العربي من أهم مناطق العالم على الإطلاق فيما يتعلق بموارد الطاقة وخاصة النفط والغاز الطبيعي حيث تملك 700 مليار برميل من النفط الخام كاحتياطيات مؤكدة تمثل أكثر من نسبة 65% من الاحتياط العالمي وتؤكد الدراسات المستقبلية أن المستقبل النفطي لا يزال مزدهرا وسوف يبقى في صدارة الطاقة واستخداماتها الصناعية والتجارية طوال القرن الواحد والعشرين. ورأى أن هذا القطاع يعد مجالا خصبا لاستثمار الشركات الأوروبية إضافة إلى قطاع الإنشاءات والتطوير حيث تتميز دول مجلس التعاون الخليجي بإقامة مشاريع كبيرة وحركة مستمرة في التطوير والبناء تتمتع بالمزايا والحوافز الاستثمارية المتميزة التي تقدمها دول المجلس. وطالب بترجي بضرورة ضخ المزيد من الاستثمارات الأوربية في منطقة الخليج التي ينظر لها بعين الاعتبار وعلى عكس إستثمارات بعض دول العالم التي تتركز تماما في قطاع البتروكيماويات في الخليج حيث ان الاستثمارات الأوروبية منتشرة في قطاعات متعددة من أبرزها التكنولوجيا التي تعتمد على رأس المال الضخم ومع ذلك فإن حجم الاستثمارات الأوروبية في الخليج لا تمثل سوى 1% فقط من الاستثمارات الأوروبية الدولية المباشرة وهو ما يطمح إلى النظر فيه ومراجعته. كما تحدثت رئيس مركز جدة لتنمية الموارد البشرية وعضو مجلس إدارة غرفة جدة الدكتورة لما عبدالعزيز السليمان حول دعم غرفة جدة للمشاريع الصغيرة وانجازات مركز السيدة خديجة بنت خويلد بالغرفة في دعم رائدات الأعمال الجدد مشيرة إلى أنه تم تحقيق نماذج نجاح داخلية تفخر بها غرفة جدة وتعتبر مثالا للعمل الجاد المخلص. و استعرض البنك الأهلي التجاري تجربته في دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة باعتباره من الجهات النشطة في هذا الجانب موضحا أن معدل النمو من عام 2001م إلى 2007 وصل إلى 13% . كما جرى استعراض برنامج عبد اللطيف جميل لخدمة المجتمع والذي يرتكز على تقديم خدمات للمرأة ودعم نشاطها ثم تم عرض برامج الامتياز التجاري. من جانبه أكد مدير الشئون الدولية في غرف الاتحاد الأوربي السيد ديريك فانتيجيم أن غرف الاتحاد الأوربي تخدم 19.9 مليون عضو، 99% منها لأصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة مشيرا الى أن غرف الاتحاد تقدم خدمات اقتصادية إلكترونية وتجيب على جميع الاستفسارات المطروحة للمستثمرين كما تساهم في زيادة حركة التجارة من خلال التشجيع على الاستيراد والتصدير . وشدد على أن اللقاء الذي شهدته غرفة جدة يهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين دول المنطقة مع نظيرتها الأوربية وعرض فرص الاستثمار المشتركة. وأكد ممثل الأمانة العامة لغرفة التشيك إيفان فوليس أن في أوروبا أكثر من 23 مليون منشأة صغيرة ومتوسطة في مقابل 91555 منشأة كبيرة مما يؤكد أن الاقتصاد الأوربي يقوم أصلا على المشروعات الصغيرة التي يمتلكها أفراد عاديون . وشدد على أهمية التطوير والتدريب لأصحاب هذه المنشآت حتى يصبحوا قادرين على مجابهة التطورات الحديثة. كما تحدثت خلال اللقاء القائمة بأعمال المفوضية الأوروبية السيدة أنتونيا ماريا كافو بوريتا ورئيسة قسم التطور التكنولوجي بالغرفة التجارية الصناعية لمنطقة بريتاجنيه في فرنسا السيده أليكزاندر كولومب عن التطور التكنولوجي واستفادة الغرف منه . وتحدث كبير مستشارين التجارة في الغرفة التجارية لهولندا الشمالية السيد إيفرت- جان شواسترا عن تحويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة إلى دولية 0 وتم في نهاية اللقاء اجراء مناقشات مفتوحة واصدارالنتائج والتوصيات التي توصل لها اللقاء 0كما تم تكريم المشاركين من غرف التجارة والصناعة بالاتحاد الاوروبي.