ذكر محللون أن العلاقات بين الولاياتالمتحدة والصين تعرضت لتوترات طارئة مع مجيء الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما بسبب الضغوط التي سببتها الأزمة الاقتصادية، مرجحين أن يعمل البلدان معا لتسوية الخلافات بينهما. ورأى المحللون أن إدارة أوباما يمكن أن تتخذ موقفا أكثر صلابة بشأن المفاوضات التجارية وحقوق الإنسان مع الصين، من الموقف الذي كانت تتخذه إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش. وقال الأستاذ في الجامعة المعمدانية بهونغ كونغ جان بيير كابستان إن الصين تدرك أن علاقاتها مع الولاياتالمتحدة ستتعرض لبعض المصاعب، ولا سيما فيما يتعلق بحقوق الإنسان والتجارة، خاصة أن أوقات الأزمات تلجأ فيها الدول غالبا إلى حماية اقتصادها.وليس غريبا أن يكون الديمقراطيون حريصين على حماية الوظائف في بلادهم، لذلك انتظر أوباما 11 يوما قبل أن يتصل هاتفيا بمثيله الصيني هو جينتاو، ملمحا أثناء المكالمة إلى العجز الأميركي التجاري الكبير مع الصين، كما قال المحلل.وحسب الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض روبرت غيبز، فإن أوباما يشدد على ضرورة تصحيح الاختلال التجاري العالمي، وتحفيز النمو العالمي والحصول على تدفق في أسواق الائتمان.وكان وزير الخزانة الأميركي تيموثي غيثنر -حتى قبل أن يصبح في هذا المنصب- يتهم الصين بالتلاعب بعملتها، وهو يدعو الصين اليوم بلهجة أشد من إدارة بوش إلى إدارة صارمة لعملتها اليوان.وكانت حكومة الولاياتالمتحدة منذ فترة طويلة ترى أن الحكومة الصينية تتعمد إبقاء عملتها ضعيفة بصورة مصطنعة تضمن لصادرتها ميزة غير عادلة، مما أدى إلى تفاقم الخلل في الميزان التجاري بين البلدين لصالحها.ومع ذلك لا يرى جان فرانسوا دي مغليو -نائب رئيس مركز آسيا في باريس- أن هناك ما يثير الدهشة بشأن الوضع الراهن للعلاقات الأميركية الصينية، خاصة مع بداية إدارة ديمقراطية، متوقعا أن يأتي التحسن مع الزمن. ويعتقد كابستان أن العلاقات بين الصين وأميركا لن تخرج عن السكة ما تلاءمت الإدارة الديمقراطية مع قضية حقوق الإنسان الحساسة بالنسبة للصين. أما بالنسبة للصين فإن بعض ملامح موقفها من نهج أوباما الأكثر صرامة اتضحت عند قطع التلفزيون الرسمي الصيني الإشارة إلى الأنظمة الشيوعية وإسكات المنشقين أثناء خطاب تنصيبه. وقد استغل رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو كلمته في منتدى دافوس لتوجيه رسالة إلى الإدارة الأميركية تقول إن تعزيز التعاون بين البلدين يحقق مكسبا لكليهما بينما ستؤدي المواجهة إلى خسارة لكليهما. وقد أبدى هو جينتاو أمله في أن يقوم أوباما بتعزيز الاتصالات والتنسيق حول السياسة الاقتصادية الكلية، من أجل مقاومة الحمائية التجارية بحزم.