كنا مجموعة من الذين كتب لهم القدر ان يكونوا في المملكة المتحدة لفترة ليست طويلة في مقاطعة ويلز وبالتحديد في مدينة هادئة يسكنها الجمال على ضفاف البحر وهي مدينة سوانزي وفي الجهة الجنوبية كنا في ذلك المعهد ثلة من الأصدقاء نركض بكل الساعات المؤرقة والجهد المضني، ومن ضمن البرامج المعدة زيارة أحد المتاحف في عاصمة ويلز وهي مدينة كاردف وفي غمرة الفرح وعند انبثاق الصبح تجمعنا عند مدخل المعهد، وبيننا نحن الطلاب أحد ذوي الاحتياجات الخاصة كان يقف شامخاً ونحن بجانبه وانطلقنا جميعاً نحو السيارة التي ستقلنا، وفجأة سرعان ما خرج صوت احد مسؤولي المعهد وتجمدنا جميعاً وأطلق الخبر الذي أجج قلوبنا.. أنت سوف تأتي سيارة خاصة لتأخذك.. يقصد الشخص الذي كان يقف شامخاً.. وسمع الصوت مدير المعهد الذي تدخل في الوقت المناسب وكانت وقفته النبيلة التي فاقت كل شيء وفتحت على مسامعنا ثقافة الحقوق.. وقلنا انه الوقت الآن انها الفرصة. وفاضت سريرته بأن هذا الفعل ليس تقديراً واحتراماً له، لابد أن يكون مع اصدقائه ومجموعته حتى لا يشعر بالعزلة وسادت ابتسامات جعلتنا نقف احتراماً لهذا الرجل، الذي فتح كثيراً من الأبواب والنوافذ وسار على الشوك بسلاح الصبر وعلى الحجر بسلاح التحمل وعلى الرماد بسلاح الجلد، وكان هذا الموقف جعلني أمام جملة من الاستفهامات المعقدة والاسئلة الحائرة وبسرعة الضوء استوقفني هذا الموقف وقلت ان جدار الصمت ليس حديثاً كي لا ينهار، وحتى لو كان حديدياً.. لابد له أن ينهار أمام تدافع وعزيمة وإرادة من يريدون اسقاطه حتى يحصلوا على جزء يسير من الحياة الكريمة. من الأعماق لاشك أن المنظومة الأمنية في هذا البلد المعطاء مملكتنا الحبيبة جميعنا نفخر بها ويحترمها ويقدرها كل مواطن يعيش على أرض هذا الوطن، ولها ايضاً مساحات مضيئة محل اعجاب الجميع من خارج هذا الوطن العزيز، ولم تكن هذه المنظومة بهذا التألق والعطاءات المتدفقة والنجاحات المتواصلة لولا القائمين عليها وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وسمو نائبه الأمير أحمد بن عبدالعزيز وسمو مساعده للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف الذين حملوا على عاتقهم مهمة الأمن وأصبح الجميع يعيش الواقع الملموس، فكان جهدهم الدؤوب، وعطاؤهم المتواصل عيناً ساهرة على أمن هذا البلد، ان هذه المنظومة الأمنية قامة كبيرة وتاريخ يحوي العمل والاخلاص لهذا الوطن.