بدأ مركز التنافسية الوطني في الهيئة العامة للاستثمار بالتعاون مع برنامج الشمال للتنمية البارحة باطلاق المرحلة الاولى من برنامج السعودية أكسفورد للإدارة المتقدمة من خلال اجتماع 40 مشاركاً من القطاعين العام والخاص ضمن فعاليات منتدى التنافسية الدولي في نسخته الثالثة في الرياض. وبدا البرنامج بتعريف للبرنامج من قبل السيدة قاي هكسن عميدة البرامج التنفيذية بجامعة اكسفورد والبروفيسور لاليت جوهري مدير برنامج الادارة المتقدمة وكشفا عن ان الدفعة الاولى من البرنامج تستهدف 40 قيادياً في القطاعين العام والخاص وسيتواصل البرنامج خلال السنوات القادمة ليغطي مامجموعه 200 قيادي وسيتنقل المشاركون في فبراير المقبل للمملكة المتحدة للانخراط بدورة في جامعة اكسفورد قبل ان يعودوا للبلاد وينخرطوا بدورة لمدة اسبوعين في العاصمة السعودية الرياض في ابريل المقبل. وسيتخلل البرنامج ورش عمل متخصصة لعدد من كبريات الشركات في السوق السعودي اضافة لمتحدثين سعوديين بارزين وعالميين. وكانت شركة ركيزة للتعليم في المملكة العربية السعودية قد دخلت في أوائل عام 2007 في شراكة طويلة الأمد مع جامعة أكسفورد التي قدمت بدورها المبادرة الأولى في هذه العلاقة لتنفيذ برنامجها المرموق برنامج أكسفورد للإدارة المتقدمة المصمم خصيصا لتلبية احتياجات كبار التنفيذيين و قادة الأعمال وأصحاب المشاريع ومسؤولي القطاع الحكومي في المملكة العربية السعودية. ومن مزايا الاتفاقية والتي تمتد لخمس سنوات أنها تقدم منح دراسية كاملة تغطي كافة التكاليف للمشاركين وتهدف لاستقطاب نحو مائتي مشارك بمعدل اربعين مشاركا سنويا مناصفة بين القطاع الحكومي والخاص للمشاركة في برنامج السعودية أكسفورد للإدارة المتقدمة. ويعتبر برنامج السعودية أكسفورد للإدارة المتقدمة أول برنامج تعليمي تنفذه جامعة أكسفورد في المملكة العربية السعودية ويهدف إلى إحداث نقلة معرفية ممنهجة في التفكير الاستراتيجي من خلال الأسلوب التعليمي الفريد الذي تتميز به جامعة أكسفورد في تأهيلها و تعليمها للقادة لما يزيد عن ثمانية قرون وذلك لاستكشاف التحديات والفرص ولدعم وإلهام القادة و التنفيذيين في المملكة العربية السعودية من أجل الارتقاء بمهارات القيادة وجعلها أكثر فاعلية وقدرة على المنافسة. و يعتبر القسم الأول من البرنامج الذي سيعقد في أكسفورد بمثابة منتدى للمشاركين لتبادل الخبرات ووجهات النظر حول النقاط الرئيسية للنمط والضغوطات العالمية وتحليلها وكيفية تأثيرها على البيئة التنافسية للقطاعين العام والخاص والسياسات الحكومية المتعلقة بالقطاعات الاقتصادية المختلفة. و قد قام أكاديميون وخبراء من جامعة أكسفورد بدراسة مكثفة خلال الفترة من فبراير 2008 حول تحديات إدارية واقتصادية في قطاعات حكومية وخاصة نتج عنها تأليف ثمان أوراق عمل تناول بعضها إدارات حكومية وشركات وبرامج ومؤسسات المجتمع المدني منها على سبيل المثال الهيئة العامة للاستثمار و شركة سابك و مؤسسة الأمير سلطان الخيرية وقطاع الخدمات المالية وقطاع النقل وقطاع التعليم وقطاع العمل الاجتماعي وقطاع الاتصالات وقطاع الصناعة ، وسيتم استعراض أوراق العمل أمام المشاركين و سيتم دعوة المسئولين التنفيذيين بهذه الوزارات و القطاعات و الشركات لمناقشتهم أثناء انعقاد البرنامج في أكسفوردوالرياض وسيقدم المشاركون مرئيات وحلولا و اقتراحات لهؤلاء المسئولين ، كما سيتم ترتيب زيارات ميدانية لمنشآت رائدة في مجالات مختلفة في المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية . ويقوم أكاديميون وخبراء من جامعة أكسفورد على تشجيع المشاركين لمناقشة طريقة التعامل مع نماذج لتحديات حالية وإنشاء نماذج جديدة لها سواء كانت تحديات إدارية كإدارة التنمية والموارد البشرية والبيروقراطية في القطاع العام والتجارب العالمية للتعامل مع التحديات التي تواجه القطاع الحكومي مثل الفعالية والتخصيص و الشراكة مع القطاع الخاص، و كذلك التحديات الاقتصادية العالمية في ظل تداعيات الأزمة المالية العالمية و العولمة و تأثير التقنيات الجديدة، أو تنوع ثقافات وقيم اجتماعية. ويطرح البرنامج تساؤلات من أهمها “ما هي الحالات والاحتمالات التي تواجهنا في المملكة العربية السعودية؟” و”وماذا يتوجب علينا التركيز عليه في هذه المرحلة؟” و “ما الذي يجب علينا القيام به؟” كما من شأن هذا البرنامج تشجيع المشاركين على تقييم التحديات الحالية والمستقبلية للمنظمة من خلال موقعها في السوق المحلية والإقليمية والعالمية وللمملكة بشكل عام من حيث قدراتها التنافسية الذاتية والتكاملية مع العالم. و سيوسع هذا البرنامج مدارك المشاركين بالمهام الرئيسية داخل منظماتهم ليمكنهم من إنشاء رؤى جديدة من خلال ابتكار إستراتجيات عملية وإجراءات إدارية فعالة، والتعامل بأفضل الأساليب الإدارية وتصميم الهياكل التنظيمية. والسؤال الأهم المطروح في هذا القسم هو “كيفية بناء بيئة تنافسية داخل المنظمة ودعمها” و “كيفية الارتقاء بمستوى القطاع/ الشركة للمستفيدين” خلال الفترة بين القسمين سيتسنى لجميع المشاركين العمل على مشروع بمجموعات بهدف التركيز على إنشاء خيارات إستراتجية لتحسين البيئة التنافسية في مختلف القطاعات السعودية مع التركيز على أوراق العمل المعدة سلفا. وفي نهاية القسم الأول من البرنامج ستكلف كل مجموعة من العمل على أحد القطاعات الاقتصادية الرئيسية في السعودية ومن خلال العمل الميداني والتحليل سترفع توصيات لرفع مستوى التنافس للقطاع. وفي بداية القسم الثاني ستناقش التوصيات المرفوعة من قبل كل مجموعة مع جميع المشاركين إضافة إلى ضيوف معنيين يعملون في القطاعات المعنية. وسيشرف مجموعة خبراء من جامعة أكسفورد على هذا المشروع من خلال الإنترنت. و سيركز القسم الثاني الذي سيعقد في الرياض على فعالية المشاركين كقادة قادرين على إلهام الآخرين، وتنفيذ إستراتجيات ورفع أداء الفرد والمنظمة على حد سواء. أن الممارسة التطبيقية ستجعل المشاركين قادرين على التركيز لرفع المهارات والتواصل كقادة قادرين على التعامل مع حالات من الإجهاد الذهني والنفسي. وسيأخذ بعين الاعتبار أهم وجهات نظر القائد في العالم المتغير اليوم والتساؤل حول كيفية تحديد ومواجهة التحديات التي تواجه قيادة المنظمة ، القطاع، الوزارة ،الشركة. و سيتناول هذا القسم الرؤى المطروحة سابقا وتحديد ما يجب ابتكاره من خطط عمل حال العودة إلى الحياة المهنية على سبيل المثال ، وضع أهداف، بناء خطط عمل، اتخاذ قرارات، وتحفيز للالتزام المهني لتحسين التطور الذاتي. ضمن هذا القسم ستعقد اجتماعات وحلقات نقاش مع كبار التنفيذيين لمناقشة أطر و آفاق خلاقة لبحث القضايا الاستراتيجية الحالية والمستقبلية والتحديات التي نواجهها جميعا مثل قضايا التغير المناخي والتقنية الحيوية والتقنية الرقمية والتنافسية الدولية و الصحة والتعليم والتنمية البشرية و تداعيات الأزمة المالية العالمية وتحديات التضخم ونجاعة واستقرار السياسات القطاعية الحكومية وتأثيراتها المختلفة على تنافسية المملكة وتحديات التنمية المتجددة وكيفية مواجهتها من خلال الشخصية السريعة الابتكار. وفي نهاية البرنامج سيزداد التواصل بين المشاركين ومنظماتهم الذي من شأنه تمهيد الطريق لتكوين رابطة افتراضية بينهم طوال عام كامل تساهم في دعمها أكاديميا و بحثيا جامعة أكسفورد لزيادة التعاون والقدرة التنافسية والتطوير المستمر للمعارف و المهارات و الحصول على وجهات نظر معمقة و مختلفة للاحداث والمستجدات . كما سيحصل المشاركون على عضوية دائمة في رابطة خريجي أكسفورد وعلى بريد الكتروني للرابطة مدى الحياة.