بدأت أمس بالعاصمة المغربية الرباط أعمال الاجتماع التحضيري لكبار المسؤولين والخبراء الممهد للدورة الثامنة للمؤتمر الاسلامي لوزراء الاعلام الذي سينعقد بالرباط يومي 27 و28 يناير الجاري بمشيئة الله. ويمثل المملكة العربية السعودية في هذا الاجتماع وكيل وزارة الثقافة والاعلام للشؤون الإعلامية الدكتور عبد الله الجاسر الذي رأس الجلسة الافتتاحية للاجتماع التحضيري قبل أن يسلم رئاسة الاجتماع لوكيل وزارة الاعلام المغربية رضوان بلعربي فيما تم انتخاب فلسطين واندونيسيا والغابون نوابا للرئيس وانتخاب المملكة العربية السعودية مقررا لهذا الاجتماع. وخلال الاجتماع التحضيري أكد الدكتور عبدالله الجاسر أن هذه الدورة تشكل امتدادا للدورة السابعة التي عقدت بالمملكة العربية السعودية سنة 2006 وأن التحديات التي تواجه المؤتمر كبيرة ومتعددة على اعتبار أن العمل الإعلامي عمل دؤوب ومستمر يحتاج إلى مثابرة ومتابعة داعيا وسائل الإعلام في العالم الإسلامي إلى مواجهة التشويه الذي تتعرض له صورة الدين الحنيف في ظل انعدام التوازن بين الغرب والشرق في مجال الإعلام. وأشار الدكتور الجاسر في هذا الصدد إلى أنه يتعين على العالم الإسلامي النهوض بقطاع الإعلام والاتصال من أجل التأثير في صناعة وإنتاج المعلومة على المستوى الدولي, مشددا على ضرورة رصد التمويل الكافي للنجاح في هذه المهمة. من جانبه أكد وكيل وزارة الاعلام المغربية رضوان بلعربي أن هذا المؤتمر ينعقد في سياق عام تحتاج معه الأقطار الإسلامية إلى تضافر الجهود وتعزيز تعاونها في كل الميادين وفي طليعتها مجال الإعلام والاتصال الذي يشهد تحولات متلاحقة تتطلب تنسيقاً للجهود والخطط المشتركة. وأوضح أن الإعلام واجهة حيوية يتعين أن يكون الحضور الإسلامي فيها قويا وفاعلا ومؤثرا, مشددا على ضرورة تأهيل هذا القطاع حتى يتصدى للحملات المتحاملة على الدين الاسلامي الحنيف التي تروج لمفاهيم خاطئة عنه. وبين ان مؤتمر الرباط سيبحث العديد من القضايا الحيوية خاصة تحسين الاداء الإعلامي وإعطاء دفعة قوية لمخططات الإعلام والاتصال في منظمة المؤتمر الإسلامي. ودعا المسؤول المغربي إلى تعزيز الدور الريادي للمنظمة عبر تأهيل أجهزتها وتطوير خطابها الإعلامي وتقوية رسالتها الإعلامية. وقال إن هذا المؤتمر يشكل أيضا فرصة لتبادل الرأي والخبرات والتنويه لورش العمل التي تباشرها العديد من الأقطار الإسلامية, من أجل تطوير وتحديث البنى الأساسية للإعلام والاتصال وتعزيز قدراته عن طريق الانخراط الكلي في مجتمع المعلومات. وأشار إلى أن أجهزة الإعلام في البلدان الإسلامية بات مطروحا عليها في ظل التحديات المتنامية في مجال الإعلام والاتصال أن تعمل على تطوير آليات عملها وأدائها المهني للاستمرار في التعريف بالمبادئ السامية للإسلام وإبراز رؤية الدول الاسلامية للحوار بين أتباع الثقافات والحضارات وترسيخ قيم التعايش والتسامح بين الشعوب وتحقيق التعاون بينها في إطار احترام الخصوصيات الحضارية والحقوق الوطنية. من جهته أكد ممثل الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أحمد الحجيمي في مداخلة خلال الجلسة الافتتاحية أن الدورة الثامنة لهذا المؤتمر تنعقد والأمة الإسلامية تواجه تحديات جسام تستهدف هويتها وتعترض مسيرة نهضتها. وأعرب عن أمله بأن يكون المؤتمر فاتحة لمرحلة جديدة في مسار العمل الإعلامي الإسلامي المشترك, من منطلق الايمان بأهمية الإعلام وماله من دور فاعل بالغ الأثر خصوصا والعالم اليوم يشهد مرحلة مغايرة وتطورا تقنياً ومعلوماتيا متسارعا في مجالات الإعلام والاتصال. وتمنى أن يشكل مؤتمر الرباط محطة جديدة لترسيخ منهجية جديدة في العمل الإعلامي الإسلامي المشترك بالنظر إلى ما تم تحقيقه مؤخرا في هذا المجال. وسيتم خلال هذا الاجتماع التحضيري على مدى يومين مناقشة مشروعي جدول أعمال وبرنامج عمل الدورة وبحث الوثائق المقدمة ودراسة مشاريع القرارات المعروضة على المؤتمر.